الرئيسية / مقالات رأي / The Economist: الحرب الأميركية في أفغانستان تنتهي بهزيمة ساحقة

The Economist: الحرب الأميركية في أفغانستان تنتهي بهزيمة ساحقة

الشرق اليوم – إن الولايات المتحدة التي خاضت حربا طوال عقدين من الزمان في أفغانستان كلفتها أكثر من تريليوني دولار وحياة الآلاف من جنودها، فضلا عن مقتل عشرات الآلاف من الأفغان -عسكريين ومدنيين على حد سواء- تدعو الآن لإنهاء هذه “المغامرة المؤسفة” برمتها دون وجود أي شيء تقريبا تفتخر بعرضه.

قد يكون أمرا صحيحا بالفعل أن تنظيم القاعدة الذي أشعل فتيل الحرب من خلال التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول لم يعد قوة كبيرة في هذا البلد رغم أنه لم يتم القضاء عليه بالكامل، إلا أن جماعات إرهابية أخرى معادية لأميركا -بما في ذلك فرع لتنظيم الدولة الإسلامية- تواصل نشاطها هناك، كما أن متشددي حركة “طالبان” الذين آووا في يوم من الأيام أسامة بن لادن دشنوا مؤخرا “عودة مروعة” لواجهة المشهد.

فقد بات مقاتلو الحركة يسيطرون بشكل كامل على حوالي نصف البلاد ويهددون باحتلال الباقي، فيما الحكومة الأفغانية الموالية للغرب التي اقتاتت على الكثير من الدماء والأموال الأميركية حكومة فاسدة ومكروهة على نطاق واسع وفي تقهقر مستمر.

من الناحية النظرية فإن كلا من حركة “طالبان” والحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب في مسار تفاوضي من أجل التوصل لاتفاق سلام يلقي بموجبه المتمردون أسلحتهم ويشاركون بدلا من ذلك في نظام سياسي يعاد تصميمه والتوافق بشأنه.

وفي أفضل السيناريوهات قد ينجح الدعم الأميركي القوي للحكومة ماليا وعسكريا (في شكل ضربات جوية مستمرة على طالبان)، إلى جانب الضغط الهائل على أصدقاء الحركة مثل باكستان، في إنتاج شكل من أشكال الاتفاق على تقاسم السلطة.

لكن حتى لو حدث ذلك رغم أن فرص حصوله ضئيلة فسيكون المشهد الأفغاني مشهدا مثيرا للإحباط، حيث ستصر حركة طالبان على العودة إلى الوراء وفرض “سلطتها الدينية الوحشية” كما فعلت خلال توليها الحكم سابقا، حيث حجزت النساء في المنازل ومنعت الفتيات من المدارس وفرضت عقوبات قاسية على الناس لأتفه الأسباب.

والسيناريو المرجح أكثر في الواقع هو أن تحاول الحركة استغلال انتصاراتها الميدانية لمحاولة الإطاحة بالحكومة بالقوة، حيث تمكن مقاتلوها في الفترة الأخيرة من السيطرة فعليا على الكثير من المناطق الريفية، فيما اقتصرت سيطرة القوات الحكومية في الغالب على المدن والبلدات.

كما أن هذه الأخيرة بدأت تتخلى عن مواقعها حيث فر خلال الأسبوع الجاري أكثر من ألف جندي أفغاني من إقليم بدخشان شمال شرقي البلاد إلى طاجيكستان المجاورة.

ورغم أن الحركة لم تنجح حتى اللحظة في الاستيلاء على أي مدينة أفغانية وفرض سيطرتها عليها، وقد تفتقر بالفعل للقوة البشرية اللازمة لفعل ذلك في الكثير من المناطق في وقت واحد، فإنها قد تفضل خنق الحكومة الأفغانية ببطء بدل مهاجمتها وجها لوجه، ومن الواضح أن زخم التطورات الميدانية يصب في صالحها.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …