الرئيسية / مقالات رأي / قراءة في سياسة بايدن

قراءة في سياسة بايدن

بقلم: عزت جرادات – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – هل انتهت فترة التفاؤل التي أُستُقبل بها الرئيس (بايدن) إقليمياً أو دولياً.. فالمعروف أنه يمثل جانبيْن، الأول أنه يمثل الجناح المعتدل للحزب الديموقراطي، والثاني أنه يمثل المعرفة العميقة بالسياسة الأمريكية تجاه مختلف القضايا، الإقليمية والدولية والإنسانية نظراً لخبرته الطويلة في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، وقربه من صنع القرار السياسي كنائب للرئيس، وثمة مصادر تؤكد استيعابه لقضايا منطقة الشرق الأوسط، وفهمه العميق للقضية الفلسطينية – الاسرائيلية.

رجّح المحللون السياسيون عند بدء ولايته أنه سيختار الدبلوماسية النشطة أداة للتواصل مع العالم الخارجي والتعامل مع قضاياه المتعددة، وبخاصة تلك التي تهم المصالح الأمريكية ولها علاقة بالمصالح الأوروبية، فعلى سبيل المثال.. كان التفاؤل أن يعتمد سياسة الترويج للديموقراطية والدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، ولكن هذا التفاؤل قد تلاشى أمام المصالح الأمريكية التي إنْ اعتبرت نفسها المدافع عن حقوق الأنسان، فلا يوجد أي تفسير لعدم اعتبارها الاحتلال، أنّى كان موقعه ومرتكبه، هو انتهاك لحقوق الإنسان.

أما بالنسبة لقضية الشرق الأوسط، والتي تعني النزاع أو الصراع الفلسطيني – الأسرائيلي، فمن المعروف أن بايدن لم يوضح برنامجه في هذا الشأن في حملته الانتخابية.. وظلت سياسته في المنطقة الرمادية، ذلك أن جوهر السياسة الأمريكية يتمثل في حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، مهما كانت عدوانية، وإن حماية إسرائيل من صميم الاستراتيجية الأمريكية، وهذا ما جعل التفسير بأن السياسة الأمريكية توازن بين المبادىء النظرية مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان وبين التعامل بالميزان الحساس فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية – الإسرائيلية التي تظل فوق أي اعتبارات.

ويمكن الاستنتاج أن أدارة بايدن لم تفصح عن عزمها استئناف دورها كراعي للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، وهو الدور الذي انتزعته، طوعاً أو كرها، من اللجنة الرباعية البائدة: الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي وروسيا ومنظمة الأمم المتحدة، وإن الاختبار في «الاستئناف»، وذلك الدور يمكن أن يتمثل ليس بالتخلي عن قرارات الإدارة الترامبية السابقة، بل بنقضها بنداً بنداً لأنها تخالف قرارات الشرعية الدولية من جهة، وتمثل الخروج عن المبادىء الأمريكية والدولية في آنٍ واحد في حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي تصفية الاحتلال اينما وُجد من جهة أخرى.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …