الشرق اليوم- تنبأ تقرير أعده معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، بارتفاع أسعار النفط خلال هذا الصيف، في حين ينتظر متابعون أن ينتعش الاقتصاد العالمي، بعد بدء أولى خطوات التعافي من وباء كورونا، بفعل اللقاحات التي بلغت وتيرة عالية “نسبيا” في الاقتصادات الكبرى،
وكشف تقرير أن الارتفاع المرتقب، سببه الخلاف الحالي حول حصص الانتاج في منظمة “أوبك+”.
وجاء في التقرير أنه “بينما يتعافى العالم من الجائحة، أخذ الاقتصاد العالمي ينتعش تدريجيا، ولكن دول مجموعة “أوبك +” التي تضم منظمة “أوبك”، أي السعودية ودول أخرى، التي تحاول العمل بالتنسيق مع دول مصدرة مثل روسيا وكازاخستان، لا تستطيع الاتفاق حول كمية النفط الذي يجب إنتاجه. والنتيجة هي ارتفاع الأسعار”.
ويسود خلاف بين السعودية والإمارات حول حصص الإنتاج، حيث تصر الإمارات على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 0,6 مليون برميل يوميا إلى 3.8 ملايين برميل، باعتبار أن النسبة الحالية المحددة (3.17 ملايين) في أكتوبر 2018 لا تعكس طاقتها الإنتاجية الكاملة.
وألغى أعضاء أوبك وحلفاؤهم في مجموعة “أوبك+” اجتماعهم الأسبوع الماضي، بدون تحديد موعد جديد، على خلفية الخلاف بين الإمارات المتحدة والدول الاخرى.
وهذا الفشل في المفاوضات إذا لم يتم حله، قد يؤدي إلى تمديد في أغسطس أو حتى بعد ذلك، لحصص الإنتاج المطبقة في يوليو وليس زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل التي كانت مطروحة في مرحلة سابقة.
لكن وكالة “بلومبيرغ” قالت الأحد: إنه بالنسبة لبعض مديري الأموال في العالم، فإن نزاع “أوبك +” على أسعار النفط ليس أكثر من عرض جانبي عندما يتعلق الأمر بالأسواق الناشئة، وبالتالي الاقتصاد العالمي عموما.
ويقول المستثمرون والاستراتيجيون إن الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء سيؤدي إلى زيادة الطلب على المواد الخام في جميع المجالات، بغض النظر عما إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
وبحسب ذات الوكالة، تعتبر روسيا وكولومبيا من بين الدول التي ستستفيد من الوضع، وفقًا لما قاله ويتني بيكر، مؤسس شركة Totem Macro ومقرها نيويورك، والتي تقدم المشورة للصناديق التي تشرف على أكثر من 3 تريليونات دولار.
بينما يرى تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، بأن هذا الوضع سيخلِّف تبعات سياسية محلية في الولايات المتحدة.
التقرير نقل علامات استفهامات مطروحة في الولايات المتحدة، وقال “سيتساءل الأشخاص العاديون عما يجري، لماذا تستفيد دول مثل روسيا وإيران من هذا الوضع؟ ولماذا يختلف حلفاؤنا، السعودية والإمارات، علنا حول تفاصيل مبهمة لمستويات الإنتاج، وقدرات الإنتاج والحصص؟” في إشارة إلى وضع سوق النفط غير المريح، والتململ الحاصل بسبب خلافات حصص الإنتاج.
وارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني الجمعة الماضي، حيث أظهرت البيانات تراجعًا في المخزونات الأمريكية، لكنها تتجه إلى خسارة أسبوعية وسط حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات العالمية بعد مأزق أوبك بلس.
استقرت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.93 في المئة، أو 1.43 دولار، مرتفعة عند 75.55 دولارا للبرميل.
كما استقرت العقود الآجلة للولايات المتحدة غرب تكساس الوسيط 2.22 في المئة ، أو 1.62 دولار ، مرتفعة عند 74.56 دولار للبرميل.
وكانت الأسعار على جانبي المحيط الأطلسي في طريقها نحو انخفاض أسبوعي يبلغ حوالي 1 في المائة، وفق شبكة أخبار “سي أن بي سي” الأمريكية، متأثرة بانهيار محادثات بين منظمة المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء آخرين بينهم روسيا، يُعرفون معا باسم “أوبك+”.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الخميس: إن مخزونات الخام والبنزين الأمريكية تراجعت وبلغ الطلب على البنزين أعلى مستوياته منذ 2019، في إشارة إلى انتعاش الاقتصاد، بعد تسريع وتيرة التطعيم في الولايات المتحدة.
الشبكة نقلت عن الخبير ستيفن برينوك، من شركة “بي في إم” للسمسرة النفطية قوله: “ساعد تقرير الأسهم المتفائل من إدارة معلومات الطاقة على انتعاش سوق النفط”.
ثم تابع: “السبيل الوحيد لمنع المزيد من الخسائر هو احتواء خطر حرب أسعار أوبك +”.
المصدر: الحرة