بقلم: سميح المعايطة – الرأي الأردنية
الشرق اليوم– وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت قبل أيام عن زيارة غير معلنة قام بها رئيس وزراء كيان الاحتلال إلى الأردن مؤخراً، وهو خبر لم يؤكده الطرفان، لكن ما كان معلناً اجتماع وزيري خارجية الطرفين نهاية الأسبوع الماضي على المعبر الحدودي وكانت نتيجة اللقاء إعلان موافقة إسرائيل على بيع الأردن خمسين مليون متر من المياه وزيادة صادرات الأردن إلى السوق الفلسطينية من ١٦٠ إلى ٧٠٠ مليون سنوياً.
ومعطيات الواقع تقول إن العلاقات السياسية بين الأردن وإسرائيل ستختلف عما كان عليه الأمر في عهد نتنياهو، ليس فقط لأنه غادر موقعه بعد ١٢ عاما متواصلة في الحكم بل لأن الإدارة الأميركية تغيرت، فإدارة ترامب تجاوزت كل ما هو متوقع في تبني نهج نتنياهو السياسي، قفزت عن فكرة التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذهبت إلى فرض أمر واقع فيما سمي «صفقة القرن» التي كان الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن وفلسطين وتوسيع دائرة علاقات إسرائيل في العالم العربي والإسلامي دون تقديم أي شيء من الحقوق.
اليوم الملك في واشنطن في مرحلة تقوم بها الإدارة الأميركية بوضع تصوراتها للتعامل مع الملف الفلسطيني بعدما اضطرت إلى دخوله دون مقدمات اثناء العدوان على غزة، وهذه المرحلة أقل توترا بالنسبة للأردن لأن هذه الإدارة تتحدث ولو نظريا عن حل الدولتين، وهناك حكومة إسرائيلية أقل سوءاً حتى الآن سياسياً، وهناك قناعات في إسرائيل بأن العلاقة مع الأردن لها أهمية أمنية وسياسية خاصة، وأن إقامة علاقات مع أي دولة عربية لا تغني عن علاقة معقولة مع الأردن حيث الحدود الأطول لفلسطين مع الأردن، وملفات كثيرة تهم كيان الاحتلال.
وفي المقابل فإن الأردن الذي دخل صراعاً سياسياً طويلاً مع حكومات نتنياهو ما زال مؤمناً بفكرة السلام، ودفع ثمناً سياسياً داخلياً لإبقاء المعاهدة والعلاقات الدبلوماسية حتى وإن كانت العلاقة السياسية في أسوأ مراحلها، لكن مفتاح أي تحسن في العلاقات السياسية مع إسرائيل أمور أهمها القدس ومقدساتها والوصاية الهاشمية، وثانياً عملية السلام الحقيقية التي نهايتها إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وعلى رأسها الدولة الفلسطينية، وكانت المشكلة الكبرى مع نتنياهو في تعامله العدواني مع الملفين.
الإدارة الأميركية تريد علاقة أردنية إسرائيلية خالية من التوتر، لكن المفتاح هو ملفا القدس والحق الفلسطيني وهذا هو جوهر السعي الأردني الذي يقوده الملك في واشنطن، وهي الرسالة التي يسمعها الإسرائيليون من الأردن، فلا يمكن أن نرى علاقة أردنية إسرائيلية خالية من التوتر إذا استمرت العدوانية الإسرائيلية تجاه القدس ومقدساتها وتجاه حق الفلسطينيين.