الرئيسية / مقالات رأي / «داعش» في روسيا

«داعش» في روسيا

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – ليست المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو أن جهاز الأمن الروسي أحبط سلسلة هجمات إرهابية لخلايا «داعش» في موسكو ومدن أستراخان وكباردينو بلقاريا، فقد سبق أن تم الإعلان عن إحباط هجوم «داعشي» على موسكو باستخدام قنبلة وأسلحة نارية وسكاكين في أماكن مزدحمة. ففي أستراخان أبدى الإرهابي «مقاومة مسلحة» لدى اعتقاله وتمت تصفيته، فيما اعتقل الثاني في موسكو. وقال جهاز الأمن الفيدرالي إنه عثر على«أسلحة آلية وذخيرة وقنبلة يدوية ومنشورات متطرفة» في منزلي الإرهابيين.
خلال الشهر الماضي، أعلن جهاز الأمن الروسي أنه ألقى القبض على جليل غامزاييف في مدينة تامبوف كان يجمع الأموال لتنظيم «داعش»، كما اعتقل في أبريل (نيسان) الماضي مؤسس أكبر دار نشر إسلامية في روسيا يدعى إسلامبيك إجاييف للاشتباه بتمويل «داعش» بمبلغ 34 مليون روبل.
هذا يعني أن التنظيم المذكور بات يجد في الساحة الروسية، ملاذاً وبيئة مناسبة لنشاطاته الإرهابية، مستغلاً وجود حواضن إسلامية في جمهوريات ومناطق معينة في جنوب روسيا، كما يجد في دول إسلامية في آسيا الوسطى مناخاً مناسباً لتفريخ خلايا إرهابية يمكن أن تهدد هذه الدول نفسها، ومعها روسيا التي باتت تدرك منذ أمد بعيد أن خطر «داعش» يتهددها كما يتهدد غيرها من الدول، ولذلك وضعت خطط المواجه الاستباقية مع هذا التنظيم، وقد نجحت إلى حد بعيد في احتواء خطره، وإحباط مخططاته.
وعندما قررت روسيا التدخل عسكرياً في سوريا العام 2015 لدعم الحكومة السورية في مواجهة الجماعات المسلحة التي كانت تهدد العاصمة دمشق، فإن جزءاً أساسياً من استراتيجيتها آنذاك كانت له علاقة بمواجهة الجماعات الإرهابية، وتحديداً «داعش» و«جبهة النصرة»، نظراً لما تمثله الجماعات الإرهابية من خطر على الأمن القومي الروسي، خصوصاً أن الآلاف من الروس «الدواعش» كانوا قد التحقوا بصفوف هذه الجماعات في سوريا، وعودتهم إلى روسيا سوف تشكل صداعاً أمنياً حتمياً. وقد تسلمت روسيا قبل يومين في مدينة القامشلي السورية من قوات «سوريا الديمقراطية» الكردية عشرين طفلاً وطفلة من يتامى المقاتلين «الدواعش» الروس كانوا يقيمون في مخيم «روج». وبذلك تكون روسيا قد تسلمت حتى الآن 205 أطفال.
كذلك تبدي روسيا مخاوفها من تنامي وتزايد نفوذ «داعش» في بعض المناطق الأفغانية الشمالية عند الحدود الرخوة مع تركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان، حيث تشير المعلومات وفقاً للموفد الأمريكي إلى كابول روس ويلسون إلى أن تنظيم «داعش» يمثل قوة «كبيرة» في أفغانستان، ومعنى ذلك أن روسيا تشعر فعلاً بالقلق من أن يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى تعاظم قوة «داعش» خصوصاً إذا ما تمكن هذا التنظيم الإرهابي من فرض سيطرته على مناطق حدودية شمالية.
من حق روسيا أن تقلق، كما بقية دول العالم، لأن الإرهاب لا يزال يتحرك ويمثل خطراً على الإنسانية، مثله مثل وباء «كورونا» بكل متحوراته الجديدة، لأن الإرهاب مثل هذا الوباء يتحور ويحمل أسماء مختلفة.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …