BY: Mark Episkopos
الشرق اليوم – إن التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التي قال فيها إنه حتى لو قامت روسيا بإغراق مدمرة “ديفيندر” البريطانية التي انتهكت مياه روسيا قبالة سواحل شبه جزيرة القرم “فمن الصعب تصور أن يجد العالم نفسه على حافة حرب عالمية ثالثة، إذ يدرك هؤلاء الذين يفعلون ذلك، أنهم لن يخرجوا منتصرين من هذه الحرب”.
إن قناعة بوتين هذه “لا يمكن أن تكون في غير محلها”. روسيا عززت في السنوات الأخيرة أسطولها الحربي في البحر الأسود بثلاث فرقاطات جديدة حاملة للصواريخ الموجهة، وعدد كبير من الغواصات الهجومية المطورة.
وهذه السفن والغواصات الجديدة ليست سوى جزء من النمو الهائل في الوسائل الروسية القادرة على مواجهة قوات الناتو في منطقة البحر الأسود، كما أن روسيا تملك هناك أسلحة تكتيكية حديثة قوية مثل صواريخ “تسيركون” المجنحة فرط الصوتية أو صواريخ “كينجال” البالستي المحمول جوّا.
إن قوات الناتو في المنطقة لا يمكنها الاعتماد على دعم محلي واسع النطاق، وأن تركيا على الرغم من كونها عضوا في الحلف “عرقلت باستمرار الأهداف الأمنية للحلف فيما كانت تسعى إلى توثيق العلاقات العسكرية والاقتصادية مع موسكو”.
كما أن أوكرانيا ورومانيا وجورجيا يمكنها “وبشكل شبه مؤكد” أن تتيح لسفن الناتو الوصول إلى موانئها، “لكنها تفتقر إلى القدرات البحرية لتقديم مساهمات عسكرية كبيرة”.
يمكننا القول إن هناك سيناريوهات عديدة محتملة لاندلاع صدام واسع بين روسيا والحلف في البحر الأسود، بما فيها تكرار حادث مضيق كيرتش (نوفمبر 2018)، أو المزيد من عمليات عبور السفن الغربية قبالة ساحل القرم، أو المخاطر الناجمة عن إجراء الجانبين تدريبات عسكرية واسعة النطاق. لكن هناك “قاسما مشتركا لجميع هذه السيناريوهات، وهو أن لا أحد يمكنه الجزم بنصر سريع ومقنع لحلف شمال الأطلسي”.