بقلم: جوليان بورغر
الشرق اليوم- لم يكن من المفترض أن تكون حرب الولايات المتحدة في أفغانستان فيتنام أخرى، فقد قاتلت القوات الأمريكية في فيتنام لمدة ثماني سنوات، بينما تقاتل في أفغانستان منذ 20 عامًا. ولقد كانت أطول حرب أمريكية حتى الآن.
وأصر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على ألا يكون الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كاملا لكن المئات القليلة المتبقية من القوات الأمريكية في أفغانستان موجودة هناك في مهمة حراسة.
ويمثل التخلي عن قاعدة باغرام الجوية يوم الجمعة النهاية الحقيقية للوجود العسكري الأمريكي في البلاد.
كان الدرس العسكري المستفاد من فيتنام هو أن الولايات المتحدة لا تستطيع القيام بمكافحة تمرد، على بعد آلاف الأميال من الوطن، ضد عدو مدفوع أيديولوجيًا ومتجذر في مجتمع رأى القوات الأمريكية في نهاية المطاف كقوة احتلال. لقد كان درسًا مستفادًا – ثم تم نسيانه في الحماسة التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ووفقًا للأمم المتحدة ، فإن ما لا يقل عن 50 منطقة من مناطق أفغانستان البالغ عددها 400 قد سقطت في أيدي حركة طالبان منذ مايو/ أيار. ومع رحيل الولايات المتحدة، يحاول المدنيون الأفغان تنظيم ميليشيات للدفاع عن النفس، وللدفاع عن قراهم ضد القوات المنتظرة في الريف المحيط بهم.
أصبحت كلتا الحربين مثل الوحل، حيث سحبت المزيد والمزيد من القوات والمال والمعدات لتبرير وحماية ما تم إنفاقه أو فقدانه بالفعل. وبمجرد أن قُتل الأمريكيون والأفغان من أجل طرد طالبان وفتح المدارس للفتيات ودعم الجيش، بدا الانسحاب وكأنه خيانة.
هذه العقلية أبقت على “الحرب الأبدية” مستمرة، لكن هذا لا يعني أنها لم تكن حقيقية. أولئك الذين يحملون السلاح للدفاع عن قراهم والعديد من الأفغانيات ونشطاء المجتمع المدني يشعرون الآن بالخيانة، من قبل الأمريكيين المغادرين.
ومهما حدث، فإن المزيد من الموت والمعاناة أمر لا مفر منه. لن يتمكن جو بايدن والولايات المتحدة من الإفلات من درجة معينة من المسؤولية، حتى لو لم يكونوا هناك (في أفغانستان).
ترجمة: BBC