بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – عودة الخلايا النائمة لتنظيم داعش لبث شرورها في المنطقة، جاء ليؤكد أن التنظيم لم ينته بعد، وأن الإرهاب لا يزال خطراً على المنطقة. حيث يسعى التنظيم والجماعات الإرهابية الأخرى استغلال جائحة كوفيد-19 لتحقيق غاياتها الخاصة، وإن لم يطور استراتيجية إلا أن جهوده لإعادة تجميع صفوفه وإحياء أنشطته اكتسبت المزيد من الزخم، في الوقت الذي يمكن أن تؤدي الخسائر الاجتماعية والاقتصادية للوباء والتداعيات السياسية إلى زيادة تقبل الأفراد للتطرف والتجنيد، ما لم تضع الدول خطة عاجلة لمواجهة تداعيات الوباء من فقر وجوع، وتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الفكر المتطرف واقتلاع جذوره، وبذل المزيد من الجهود الدولية لمكافحة مصادر تمويل الإرهاب، وتجفيف منابعه.
التنظيم لا يزال لم يعترف بهزيمة المشروع والرسالة التي حملها، بالرغم من فقدانه السيطرة على الأرض، فهو يواصل بحث مواقع جديدة في بعض مناطق في العراق وسوريا التي كانت تحت سيطرته سابقاً، في ظل نقص الضغط الأمني والعسكري المفروض عليه، حيث حولت الجائحة الانتباه والموارد بعيداً عن مكافحة انتشار العنف والتطرف، كما تراجعت الحملة الصارمة التي تقودها الولايات المتحدة، لإنهاء تواجده حيث عاد من مرحلة التقاط الأنفاس إلى إعادة الهيكلة.
لا يمكن إنكار الجهود المبذولة لمواجهة «داعش» حيث تم تحقيق الكثير في الحرب ضد تنظيم داعش، لكن العمل الجماعي لا يزال ينقصه الفعالية اللازمة لمنع عودة ظهور التنظيم، وإذا استمر الحال في الأشهر المقبلة، فمن المحتمل أن يصبح «داعش» أكبر تهديدًا أكبر بكثير، وسيكون من الصعب احتواؤه حيث إن مقاتلي داعش ما زالوا قادرين على التحرك والعمل، بما في ذلك عبر الحدود غير المحمية، واستعادة نشاطه كلما تهيأت الظروف المناسبة لظهوره مجدداً، حيث إن وباء كورونا قد زاد من المساحات التي يمكن استغلالها من قبل التنظيم خاصة في أفريقيا بتعاونه مع شبكات الجريمة المنظمة، لذلك فالمرحلة الحالية تتطلب يقظة قوية وعملًا دولياً منسقًا، ويشمل ذلك تعزيز التعاون عبر جميع خطوط جهود التحالف ضد «داعش»من أجل التصدي لهذا التهديد ومعالجة الدوافع التي تجعل المجتمعات عرضة للتجنيد من قبل المتطرفين.