المصدر: صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – بعد جهد دؤوب ، لمئتي شاب وشابة من أبناء الوطن، ضمن 450 من الخبراء، وصلوا لياليهم بنهاراتهم، ستة أعوام كاملة، في مركز محمد بن راشد للفضاء، كان لدينا مسبار شقّ عنان السماء، ودخل كوكباً مازال ينطوي على أسرار وألغاز، ويسعى لحلّها وإجلاء غوامضها.
هذا المسبار الذي أشرف على كثير من مراحل العمل فيه، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وفي بشرى للجميع، قال إنه سيكون «مسبار الأمل». وهو مشروع أول مهمة فضائية تقودها دولة عربية، لاستكشاف المريخ.
هذا «الأمل» كشف عن الصور الأولى من نوعها التي تبيّن صورة شاملة لظاهرة «الشفق المنفصل» في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة.
وستسهم هذه الصور الاستثنائية الفريدة للشفق المنفصل لكوكب المريخ وتعدّ سابقة على مستوى العالم، في توفير تفاصيل عالية الدقة .وسوف تساعد العلماء على فهم أعمق لطبيعة الغلاف الجوي للمريخ وعلاقته بالمجال المغناطيسي للكوكب، وسيترتب على ذلك آثار معرفية كبيرة.
وتُظهر الصور التي التقطها المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية الذي يحمله المسبار، وهجاً يعرف باسم «الشفق المنفصل»، تتتبع أنماطه المعقدة المناطق التي تعمل فيها المجالات المغناطيسية غير المنتظمة التي تنتجها المعادن الممغنطة الموجودة على سطح المريخ، علماً بأن هذا التأثير للحقول المغناطيسية للمريخ يعدّ سمة فريدة للكوكب الأحمر، حيث إنه على عكس الأرض، لا يمتلك مجالاً مغناطيسياً شاملاً تولده نواة الكوكب.
المسبار الذي يمثّل الإمارات والعرب جميعاً والإنسانية، يحمل شعار «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء». كما اختصرت هذه الدولة الفتيّة العالم، في بوتقة المحبّة والألفة والأمان.
«أمل» إماراتي عربي، سيحدو تطلّعات الجميع بأنّ القادم أفضل وأجمل، وهو رسالة خير وبشائر علم، وطاقة إيجابية جديدة للإنسانية.
الإمارات ستسهم في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية، التي تعود بالنفع على البشرية جمعاء.
وهذا دأب الإمارات، صحيح أن من يقيمون على أرضها، يتمتّعون بكل أنواع العيش الكريم، ويقصدها الناس من مشارق الأرض ومغاربها، لكن هذا لا يعني أن هذا الخير والعطاء، لا يشمل العالم كلّه أيضاً.. وفي كل المجالات، والآن يتصدّرها الإنجاز العلمي والبحثي.
مع الأمل والعمل والإنجاز الإماراتي الاستثنائيّ، نحن مقبلون على مستقبل حافل، يشمل البشرية.