بقلم: ديفيد شارتر
الشرق اليوم- في أول يوم له في المنصب، ألغى الرئيس بايدن أمرا أصدره سلفه كان يحظر فعليا التدريب على التنوع في الوكالات الفيدرالية. في الأسبوع الماضي، أتبع بايدن ذلك بإرشادات للتدريب لتمكين الموظفين الفيدراليين والمديرين والقادة من معرفة العنصرية الممنهجة والمؤسسية والتحيز ضد المجتمعات المحرومة.
البعض اتهم بايدن بالوقوع في النظرية العرقية النقدية على حساب إيمانه الكاثوليكي.
جاء ذلك في نهاية الأسبوع الذي اختلف فيه أعضاء الكونغرس الجمهوريون مع مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، بشأن تلقين مجندين في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، المعروفة أيضا باسم ويست بوينت، دروسا عرقية “مثيرة للانقسام”، مثل محاضرة عن “فهم العرق الأبيض وغضب الرجل الأبيض” وورشة عمل حول “سيطرة البيض في ويست بوينت”.
إن المحافظين رأوا في الحادثتين التأثير المشؤوم لآخر نقطة اشتعال في حروب الثقافة الأمريكية: النظرية العرقية النقدية، وهي عقيدة ترى أن اقتصاد أمريكا ونظامها القانوني والمجتمع مبنيون على هياكل عنصرية تضطهد الأقليات وترسخ تفوق البيض.
وإن البعض اتهم بايدن ليس فقط بتسهيل أيديولوجية مدمرة باسم الإنصاف، ولكن بالوقوع في النظرية العرقية النقدية على حساب إيمانه الكاثوليكي واحترامه لكرامة الإنسان والصالح العام.
في حين أن النظرية كانت مجالا متزايدا للدراسة الأكاديمية لعدة عقود، فقد تفجر الوعي حولها خلال صيف الاحتجاجات من أجل العدالة العرقية التي أعقبت مقتل جورج فلويد.
تلا ذلك رد فعل محافظ، فقد وضع الجمهوريون في 22 ولاية مشاريع قوانين للحد أو حظر تدريس مفاهيم مثل المساواة العرقية وامتياز البيض في المدارس، حيث تخضع المناهج الدراسية لسيطرة الدولة. وسرعان ما أصبحت النظرية مصطلحا شائعا بين المحافظين للتدريب على مناهضة العنصرية، التي تشكك في الوضع الراهن من خلال وصف الأمريكيين البيض بأنهم متواطئون مع هياكل السلطة القمعية.
كما أنه تم طرح القضية الكاثوليكية ضد أجندة بايدن، من قبل المعلق الكاثوليكي المحافظ المثير للجدل أندرو سوليفان في مدونته الأخيرة، واصفا تحركات الرئيس بأنها تمييز نشط، على أساس الخصائص القسرية، بغض النظر عن قيمة الفرد وقدرته.
وأضاف سوليفان: “أجد صعوبة حقا في التوفيق بين فهم الكاثوليكية لكرامة الفرد مع هذا النوع من التعصب الأعمى، بغض النظر عن ارتدائه لغة تقدمية”.
وقال سوليفان: إن بايدن “تأثر بالتعليم الاجتماعي الكاثوليكي” ولكنه “طمس بشكل مأساوي تمييزه الأساسي عن النظرية العرقية النقدي” لأن النظرية كانت “متجذرة في الإلحاد”، وترى العالم “مجرد وظيفة لصراع على السلطة محصلته صفر. بين الأبيض وغير الأبيض”.
إن بايدن “استغل مذبحة تولسا وعواقبها (ضد السود، عام 1921) كنقطة انطلاق لرؤيته المثيرة للجدل لإصلاح البنية التحتية لتوفير رعاية شاملة للأطفال والتعليم العالي والوصول إلى رأس المال لرفع مستوى فرص الحياة للأقليات العرقية”.
فقد قال جوناثان تشيز، الأستاذ المساعد للتاريخ في جامعة هيوستن: إنه “يتم تصنيف أي جهد مناهض للعنصرية على أنه النظرية العرقية النقدية. كثير من الذين يدينون النظرية لم يقرؤوها أو يدرسوها بشكل مكثف. هذا يعتمد إلى حد كبير على الخوف: الخوف من فقدان السلطة والنفوذ والامتيازات. القضية الأكبر التي ينبع كل هذا منها هي الرغبة في إنكار الحقيقة بشأن أمريكا وعن العنصرية”.
يُظهر الخلاف حول النظرية العرقية النقدية مدى صعوبة قيام الرئيس الكاثوليكي الثاني للأمة، بتشكيل طريق وسط مقبول من خلال الشكوك الشديدة في عدم المساومة على المواقف اليمنى واليسرى، مع تحول الدافع إلى العدالة العرقية أكثر تسييسا.
ترجمة: BBC