بقلم: نورة شنار – جريدة إيلاف
الشرق اليوم- تعلمنا من قصة ليلى الحذز من الذئب فكانت هذه القصة للمؤلف الفرنسي التي علمتنا لم نحذر أطفالنا من الذئاب فقط؟! ليلى من القصص التي مازالت عالقةً في أذهاننا فكانت هي الصورة المرئية التي تتغير فيها السيناريوهات ولكن الأصل هو الذئب؛ وليلى مهما اشتقت الرسالة تبقى غايتها التوعية؛ فعندما خرجت ليلى لحياة المستقبل حذرتها والدتها من الذئب، فكنايةً اليوم عن الأشرار المجرمين الذين يحاولون الإيقاع بالناس.
وفي الواقع الافتراضي اليوم نجد أقنعةً مزيفةً وشخصياتٍ وهميةٍ تحاول زرع الثقة واكتساب شعبية إما لاستغلال تفاعلي أو مادي ، وما يدور اليوم في شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تقنع بوجوه طيبة او انتحال شخصيات اعتباريَّة وهي خطة مدروسة من قبل الذئابة الالكترونية لممارسة أبشع جرائم الاحتيال وافتراس المستخدمين من كل تطبيق فلم يعد طموح الذئب بأكل اللحم بل تلك الذئابة مكارة ؛ نجحت في إطلاق وتسويق أوهام بالاستثمارات المدرة للأرباح والتي تخدع بالثراء الفاحش وتنتحل شخصيات اعتبارية ناجحة وثرية تحاول أن تصنع مونتاج مرئيٍّ وسرد قصص نجاحهم من خلال المنشأة الوهمية وأنهم سبب في بناء ثرواتهم.
وليلى هم الفئة المستهدفة “الناس البسطاء” ليكونوا ضحايا ويقعوا في مصيدتهم ليصبحوا عضة وعبرة في توعية بقية الذين لم يستغلوا، السعودية تسجل أقل الدول من حيث العدد في التعرض للاحتيالات حسب تقرير البنك المركزي السعودي “ساما” وهذا مؤشر إيجابي يدل على ارتفاع نسبة الوعي ودور مكافحة الاحتيال المصرفي في البنوك السعودية التي تشرف عليه “ساما” ، ومازال ذئب ليلى يبتكر ألف حيلةٍ وحيلةٍ في محاولة انتهاز الفرص والطرق للوصول إلى بيانات شركاء المصارف من خلال بطاقات صرافاتهم وخداعهم بعد أن يقدمها المستهدف نفسه للمنتحل بكامل إرادته، وهناك مراحل يمر فيها بعدما يتم دارسة رغبات وحاجات المستهدفين ليستطيع من خلالها استدراجهم بها ،فهناك حالة لا تفسر لصاحبها المنهار بعد أن أعلن إفلاسه وخدعوه بأن يقيموا له ربح خيالي ٢٠٠٪ من رأس المال الذي يريد أن يستثمره معه ويقع حينها بعد أن يدخل تطبيقًا وهميُّا ويغرروا به أنها محفظة تداول ويستطيع التحكم بها .
والذئاب المتخصصة في ذوات الدخل الضعيف يحاولون استدراجه بأنهم جهة موثوقة من خلال حسابهم المنتحل الموثق لجهة خيرية تقدم الإعانة ودعم المشاريع حتى تصل لبيانات ليلى وتنهب كل ما لديه فهؤلاء شوار النفوس الذين يُنعتون بالذئابة المكارة في دراسة عميقة لحاجات ورغبات رواد الشبكة حتى يقعوا في شباكهم والتضليل بهم.
تكاتفت البنوك السعودية في إطلاق حملة توعوية ضخمة لجذبهم وكان الشعار لهذه الحملة “بياناتك خلها لك” مهما تطلب الوضع بعدم إفشاءه وليس له حق في معرفتها وإظهارها فحتى على مستوى البنوك موظف البنك لا يطلب مثل هذه البيانات ،ولكن علينا أن نوعي ونثقف أفراد المجتمع بأن الذئاب مازالت موجودة في العالم الافتراضي تبتكر الطرق للوصول إلى فريسة .