الشرق اليوم – انطلقت اليوم الأحد في العاصمة العراقية بغداد القمة العراقية المصرية الأردنية، بين زعماء الدول الثلاث.
وتعد هذه القمة امتدادا لاجتماع القاهرة الذي عُقد في مارس/آذار 2019، وتلتها الجولة الثانية في الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2019، والثالثة في العاصمة الأردنية، عمّان في أغسطس/آب 2020.
وشارك في القمة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني، عبدالله الثاني بن الحسين.
هذا وبحث رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملفات التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب.
كذلك جرت خلال المباحثات مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، في إطار المصالح المشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية ومختلف مجالات التبادل الثنائي.
واستعرض الجانبان، “ملفات التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف وتبني كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار في المنطقة، على طريق التنمية المستدامة ومراعاة مصالح الشعوب الصديقة والشقيقة”.
وأشاد العاهل الأردني في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة، بارتفاع مستوى التنسيق والزيارات المتبادلة على الصعيدين الثنائي والثلاثي.
وقال “واجبنا تقوية جسور التعاون بين الدول الثلاث. وكلنا استعداد للوقوف مع الحكومة العراقية والشعب العراقي، وهذا واجب علينا”.
وأضاف أنه “في كل مرة نزور فيها العراق، نلمس إصرار الشعب العراقي وقيادته على الاستمرار في مسيرة التقدم والتنمية”.
من جانبه أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، التزام بلاده بالتعاون الثلاثي ومنحه أهمية قصوى، مشددا على ضرورة تجسيد هذا التعاون على أرض الواقع من خلال تنفيذ حزمة المشروعات الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها.
كما ثمن الرئيس المصري، مواقف الأردن والعراق الداعمة لمصر فيما يتعلق بحقوقها المائية، مؤكداً تأييد مصر للحقوق المائية للأردن والعراق في مواجهة التحديات الماثلة أمامهما.
من جهته، بين رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن انعقاد القمة هي رسالة مهمة بأننا متعاضدون ومتكاملون من أجل العمل لخدمة شعوبنا وشعوب المنطقة، لافتا إلى أهمية الاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة عن طريق التواصل الجغرافي بين الدول الثلاث.
واستعرض التحديات التي تمر بها المنطقة، مشيراً إلى أن العراق مر بتجربة قاسية في مواجهة الإرهاب ونجح في القضاء على هذه الجماعات بالرغم من تبقي بعض الجيوب الصغيرة لهؤلاء الخوارج، وتابع “علينا العمل والتنسيق بين دولنا الثلاث لمواجهة هذه التحديات والعمل على تبديدها من أجل خدمة شعوبنا وشعوب المنطقة”.
وتاليا نص البيان الختامي للقمة بحسب المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي:
في إطار الحرص على توثيق علاقات الشراكة التي تجمع جمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية ضمن آلية التعاون الثلاثي بينهم، وإنطلاقاً من الرغبة الصادقة لدى الدول الشقيقة الثلاث في تعزيز سبل التعاون وزيادة آليات التنسيق ضمن المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والأمنية وغيرها، وبهدف الإستمرار بإرساء عوامل الإزدهار ومقومات التنمية، والارتقاء بالجهود المشتركة سعياً لتحقيق التكامل الاستراتيجي فيما بينهم.
1. استضاف دولة السيد مصطفى الكاظمي رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، في قمة ثلاثية عُقدت في بغداد بتأريخ 27/6/2021، لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل الإستراتيجي بين البلدان الشقيقة الثلاثة، ضمن آلية التعاون الثلاثي بين العراق والأردن ومصر.
2. تأتي هذه القمة إستكمالاً لجهود القادة الثلاثة في تعزيز وتكامل الجهود المشتركة بين البلدان الثلاثة في المجالات كافة، وعبر البناء على ما تم الإتفاق عليه من مخرجات في القمم السابقة، وآخرها قمة عمان التي استضافتها الأردن بتاريخ 25/8/2020.
3. أشاد قادة الأردن ومصر بالجهود الدبلوماسية المتوازنة التي بذلتها الحكومة العراقية على صعيد تدعيم الأمن والإستقرار الإقليمي، ومحاولاتها في تقريب وجهات النظر لحل الخلافات وإنهاء الأزمات التي تعاني منها المنطقة.
4. أشاد قادة الأردن ومصر بجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب وتصديها لتنظيم داعش الإرهابي، وبتضحيات الشعب العراقي وقدرات قواته المسلحة في هزيمة التنظيم الإرهابي، والتي ساهمت في درء الأخطار التي كان يمثلها وإرساء الأمن في العراق ودعم الاستقرار في المنطقة.
5. ثمّن قادة الأردن ومصر إجراءات وخطوات الحكومة العراقية نحو تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية وتطبيق برنامجها الحكومي، والتي ساهمت بشكل فعّال في التغلب على الأزمة المالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط وتداعيات تفشي وباء كورونا، وأرست قواعد النمو والازدهار للاقتصاد العراقي.
6. دعم قادة الأردن ومصر استعدادات الحكومة العراقية في التهيئة للإنتخابات البرلمانية المقررة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل وإنجاز جميع مراحلها ومتطلباتها، بما يساهم في إنجاح سير العملية الانتخابية وضمان شفافيتها في أجواء التنافس العادل لاختيار ممثلي الشعب.
7. أكد قادة الأردن ومصر دعمهما لجهود الحكومة العراقية في ترسيخ أمن العراق وفرض السيادة الوطنية ومنع التدخل في شؤونه الداخلية.
8. دعم قادة العراق والأردن مواقف جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في قضية سد النهضة، وأكدوا على ضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك الإستمرار في ملء سد النهضة، دون التوصل لإتفاق عادل وشامل وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل السد وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان.
9. أكد القادة ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونيل مطالبه المشروعة للحصول على دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران / يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
10. أكد القادة أن حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وشددوا على ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وأكدوا على أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية.
11. ثمن قادة العراق والأردن الدور المصري في إنهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وأعربوا عن تقديرهم للجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار والعمل على إستدامة التهدئة، كما رحب القادة بالإعلان المصري عن مبادرة إعادة إعمار غزة باعتبارها مبادرة مصرية تهدف لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة في إطار الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد، وثمّن القادة أيضا الدور المصري الفاعل في المصالحة الفلسطينية باعتبارها مسألة لا غنى عنها في سبيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
12. أعرب قادة العراق ومصر عن تقديرهم لجهود الأردن الحثيثة والمتواصلة لوقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، بما فيها جهود الأردن في وقف الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ووقف إطلاق النار وإستعادة التهدئة.
13. استعرض القادة المستجدات الإقليمية والدولية الراهنة، وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة، وخصوصاً في سورية وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة، وفي هذا السياق قرر القادة ضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية بناءً على قرار مجلس الأمن 2245 على أن يحفظ أمن واستقرار سوريا وتماسكها ويتيح الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين.
14. رحب القادة بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة وبالتقدم المحرز، وأعربوا عن تمنياتهم للمجلس الرئاسي المؤقت وللحكومة المؤقتة بالتوفيق في إدارة المرحلة الانتقالية ودعمهم لجهود عقد الانتخابات في موعدها المقرر في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021، وأكد القادة على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وبما يسهم في استعادة سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها، كما ثمن قادة العراق والأردن الجهود المصرية الحثيثة في دعم الأشقاء الليبيين وتقريب وجهات النظر بينهم، وضمان أمن واستقرار الأوضاع في ليبيا.
15. استعرض القادة المستجدات وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في اليمن وفق المرجعيات المعتمدة، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي يحقق الأمن والاستقرار بهذا البلد الشقيق.
16. أكد القادة على التمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعي لتحقيق المصالح المشتركة.
17. أكد القادة على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدان الثلاثة بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز العمل العربي المشترك ويحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
18. أكد القادة على ضرورة إعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الإستراتيجية بين البلدان الثلاثة على أرض الواقع، وخاصة الاقتصادية والحيوية، والسعي لتكامل الموارد وتوفير كافة التسهيلات الممكنة لزيادة حجم التبادل التجاري بينها، وتعزيز الجهود في المجالات الصحية والصناعية والدوائية، لا سيما في ظل التبعات العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي.
19. أعرب القادة عن أهمية التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب.
20. أكد القادة على ضرورة السير بالإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية العراقية – الأردنية المشتركة واستكمال المتطلبات اللازمة لذلك وإعطاء الأولوية للشركات من الدول الثلاث للمشاركة بعطاءات إنشائها.
21. اتفق القادة على ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر من خلال المضي باستكمال خط الغاز العربي وإنشاء خط نقل النفط الخام (البصرة – العقبة)، والتعاون في مختلف مجالات مشروعات الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة والبتروكيماويات وبناء القدرات وتبادل الخبرات، والعمل على تهيئة مناخ الاستثمار لدعم شركات القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات في الدول الثلاث.
22. أعرب القادة عن ضرورة التعاون في مختلف المجالات والقطاعات الصناعية ذات الأولوية لتعزيز أوجه التعاون والتكامل الصناعي بين الدول الثلاث في شتى الميادين الإنتاجية، والعمل على اعتماد مذكرة التفاهم المقترحة من قبل الجانب الأردني لتأطير التعاون والتكامل الصناعي بين البلدان الثلاثة والمتضمنة تسهيل إنشاء مشاريع صناعية مشتركة بينهم وإقامة معارض دائمة مشتركة على أراضيهم وتذليل العوائق الفنية غير الجمركية التي تواجه حركة التبادل التجاري، وتنسيق الجهود لإتمام إنشاء بوابة تجارة إلكترونية.
23. اتفق القادة على ضرورة التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي من خلال استكمال مشروع إنشاء شركة إقليمية لتسويق المنتجات الزراعية وتوقيع بروتوكول التعاون في المجالات الزراعية.
24. بيّن القادة أهمية تشجيع الإستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والإستشارات الهندسية للمساهمة في البناء والتشييد وتقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز تبادل المنتوجات والمواد الداخلة في قطاع الإنشاءات.
25. في ضوء انحسار وباء فيروس كورونا المستجد، شدد القادة على أهمية استمرار الجهود المشتركة للبلدان الثلاثة في إعادة تفعيل حركة النقل والشحن عبر ميناء نويبع / العقبة مروراً حتى معبر الكرامة / طريبيل.
26. وجّه القادة، وفي إطار سعيهم لتعزيز ورفع مستويات التعاون الاقتصادي بين البلدان الثلاثة إلى عقد ملتقى أعمال على هامش أول اجتماع قادم لوزراء الصناعة والتجارة في الدول الثلاث، وذلك بعد تعذر عقده خلال العام الماضي بسبب ظروف جائحة كورونا.
27. اتفق القادة على التعاون في مجال النقل من خلال ما تم الاتفاق عليه مسبقاً حول نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم. كما اتفقوا على توأمة الأكاديميات البحرية بين الدول الثلاث.
28. إتساقاً مع قرار القادة في قمة عمان 2020 حول آلية التناوب للسكرتارية التنفيذية لآلية التعاون الثلاثي، أقر القادة تسليم مهام السكرتارية إلى وزارة الخارجية في جمهورية العراق من شهر آب / أغسطس المقبل ولمدة عام واحد، خلفاً لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الاردنية الهاشمية.
29. ثمّن قادة الأردن ومصر جهود العراق في تنظيم أعمال القمة الثلاثية، وبحسن الاستقبال وكرم الضيافة.
المصدر: وكالات