الرئيسية / مقالات رأي / The Diplomat: عودة إلى الشيوعية في كوريا الشمالية

The Diplomat: عودة إلى الشيوعية في كوريا الشمالية

الشرق اليوم- في رسالة موجّهة إلى المؤتمر العاشر لعصبة الشباب في أواخر أبريل الماضي، كتب كيم جونغ أون فكرة عن بناء “بلد اشتراكي قوي ومزدهر حيث ينعم جميع الناس بالسعادة” خلال الخمس عشرة سنة المقبلة تقريباً، وإنها المرة الأولى التي يتكلم فيها كيم عن خطة متوسطة المدى تتجاوز عتبة الخمس سنوات.

لكن إذا أرادت كوريا الشمالية تحقيق النمو الاقتصادي الذي يمنح السعادة لجميع الناس، فيجب أن تخوض أولاً مفاوضات جدية حول نزع الأسلحة النووية مع واشنطن، وما لم يتحقق أي اختراق في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، يتراجع احتمال رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلد.

في الخطاب الختامي لمؤتمر أمناء الخلايا الحزبية في حزب العمال الكوري في أواخر أبريل، ذكر كيم أيضاً كلمة “الشيوعية” ست مرات ويُعتبر كلامه الأخير عن طموح كوريا الشمالية بالتحول إلى “كيان شيوعي مثالي” تغييراً لافتاً في الخطاب المعتمد.

كانت كلمة “الشيوعية” قد حُذِفت بالكامل من الدستور في أبريل 2009 ثم من أحكام الحزب الحاكم في سبتمبر 2010، كذلك، أُزيلت صور ماركس ولينين المعروضة في ساحة كيم إيل سونغ في أبريل 2012 تزامناً مع استلام كيم جونغ أون السلطة رسمياً.

عادت “الشيوعية” إلى قواعد الحزب على الأرجح بعد مراجعتها خلال المؤتمر الثامن لحزب العمال الكوري في يناير من هذه السنة، لكن ربما تغيّرت طريقة استعمال هذا المصطلح الآن، واستُعمِلت عبارات مثل “الأخلاقيات الشيوعية” و”الآداب والتقاليد الشيوعية” في مناسبات متكررة خلال الفترة الأخيرة. وعند التدقيق بسياق الكلام، سيتّضح أن هذه المواقف تعكس دعوات إلى إنشاء مجتمع منظّم حيث يُفترض أن يتخلى الجميع عن مصالحهم الشخصية ويوحدوا صفوفهم دعماً لكيم جونغ أون، كذلك، بدأ شعار “الواحد للجميع والجميع للواحد” يظهر بوتيرة منتظمة فجأةً، وبعد تضرر الاقتصاد بسبب وباء كورونا واستمرار تداعيات العقوبات المفروضة على البلد منذ سنوات، تحتاج كوريا الشمالية إلى زيادة سيطرتها على مشاعر الرأي العام.

في غضون ذلك، عادت إلى الواجهة “نظرية الكيان الاجتماعي والسياسي” التي كان كيم جونغ إيل يدافع عنها خلال فترة الثمانينيات، والآباء والأمهات ينجبون الناس، لكنّ الزعيم هو الذي يمنحهم حياة ثورية أو سياسية، والحياة الثورية محدودة والحياة السياسية أكثر أهمية منها لأن الزعيم يعطي الآخرين حياة أبدية. ووفق هذا المنطق، يدين الناس بولائهم لزعيمهم قبل أهاليهم، واعتباراً من هذه السنة، بدأ كيم جونغ أون يسمي نفسه “القائد الأعلى”، على غرار كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل من قبله.

من المفيد أن نراقب مدى ترسّخ هذه المفاهيم في المرحلة المقبلة، وتجدر الإشارة إلى أن إدارة كيم جونغ إيل كانت قد أعلنت أنها “ستفتح المجال أمام نشوء أمة مزدهرة في عام 2012″، لكنها لم تعد تذكر شيئاً عن هذه الفكرة مع اقتراب تلك السنة.

ربما تريد إدارة كيم جونغ أون أن تعيد إحياء عدد كبير من شعارات العقود الماضية لاسترجاع أمجاد عهد كيم إيل سونغ، حين كانت كوريا الشمالية تتفوق على كوريا الجنوبية في مجال النمو الاقتصادي.

لكن في الوقت نفسه، يُشدد هذا النهج على عجز النظام عن ابتكار أي مفهوم جديد، مما يُجبره على إعادة إحياء السياسات القديمة، ولكن ما معنى هذه التطورات كلها بالنسبة إلى العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة؟ تدرك بيونغ يانغ أن العقوبات الاقتصادية لن تزول، لذا تحاول الاتكال على نفسها في كل شيء، لكنها تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تصبح فيه واشنطن مستعدة لتقديم التنازلات.

بالتفاق مج صحيفة الجريدة

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …