الرئيسية / مقالات رأي / لعبة التفاوض الأمريكية – الإيرانية: تصريحات متبادلة

لعبة التفاوض الأمريكية – الإيرانية: تصريحات متبادلة

بقلم: علي أبو حبلة – الدستور الأردنية

الشرق اليوم- تصريحات وتصريحات مضادة وجميعها تأتي في سياق عملية التفاوض التي تجري في فيينا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والمتوقع عودتها مع بداية الشهر المقبل، وفي حرب الأعصاب التي تشهدها عملية التفاوض ضمن محاولات انتزاع تنازلات إيرانيه عن بعض شروطها فيما يتعلق برزمة العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب بعد انسحابها من الاتفاق النووي، حذرت الولايات المتحدة وفرنسا الجمعة إيران من أن الوقت ينفد أمام العودة إلى الاتفاق النووي، وعبرتا عن القلق من أن أنشطة طهران الذرية الحساسة يمكن أن تتطور في حال طال أمد المفاوضات.

وخلال أول زيارة رفيعة المستوى لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى باريس، أشاد وزير الخارجية توتي بلينكن ومضيفوه الفرنسيون، بروح جديدة من التعاون بعد أربع سنوات من التوتر خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

لكن الجانبين قالا إن أحد الوعود الرئيسية لبايدن، وهو العودة إلى الاتفاق المبرم في 2015 يواجه صعوبات في حال عدم تقديم السلطات الإيرانية تنازلات خلال محادثات جارية في فيينا منذ أشهر. وقال بلينكن إن الولايات المتحدة لا يزال لديها “خلافات جدية” مع إيران التي تواصل التفاوض منذ الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي والتي فاز بها المتشدد إبراهيم رئيسي. وأكد بلينكن خلال مؤتمر صحافي أنه “ستأتي لحظة سيكون فيها من الصعب جداً العودة إلى المعايير المعمول بها في خطة العمل الشاملة المشتركة”، مستخدماً الاسم الرسمي للاتفاق الدولي حول النووي الإيراني. مستدركا القول “لم نصل بعد إلى تلك اللحظة، لا يمكنني تحديد تاريخ لذلك، لكنها مسألة نحن مدركون لها”.

في المقابل، أكدت إيران أنها لن تعود إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 إلا بعد رفع العقوبات الأمريكية عنها، وأشارت إلى أن قرار إحياء الاتفاق بيد الولايات المتحدة، في وقت أكدت واشنطن أن التفاوض لن يبقى مفتوحا.

فقد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، -في بيان صدر مساء الجمعة- إن بلاده مستعدة لتنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي إذا رفعت واشنطن العقوبات وتم التحقق من ذلك. وأضاف زاده: أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في فيينا إذا تخلت واشنطن عن استخدام العقوبات كورقة مساومة.

وردا على تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان في باريس -طالبا فيها إيران باتخاذ قرارات صعبة دون تأخير لإحياء اتفاق 2015- قال المتحدث الإيراني إن القرار يعود لواشنطن وليس لطهران.

وحذر بلينكن من أنه إذا استمرت إيران “في تشغيل مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة” وتسريع تخصيب اليورانيوم، فإنها ستقرب الوقت اللازم الذي ستكون عنده قريبة بشكل خطير من امتلاك القدرة على تطوير قنبلة نووية.

لكن بلينكن قال إن بايدن لا يزال يؤيد العودة إلى الاتفاق الذي خفضت بموجبه إيران بشكل كبير أنشطتها النووية حتى انسحاب ترامب منه في 2018 وفرضه عقوبات صارمة. وقال بلينكن “لدينا مصلحة وطنية في السعي لإعادة المشكلة النووية إلى حيث وضعتها خطة العمل الشاملة المشتركة”.

إستراتيجية مماطلة ؟ – ضمن مسعى كل فريق لتحسين شروطه التفاوضية وانتزاع ما أمكن من التنازلات من قبل فريقي التفاوض ويذكر بقيت فرنسا، على غرار بريطانيا وألمانيا وروسيا والصين في اتفاق 2015، رغم ضغط من ترامب للانسحاب . وصعدت فرنسا بدورها الضغط على إيران ، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بلينكن “ننتظر من السلطات الإيرانية أن تتخذ القرارات الأخيرة، وهي على الأرجح صعبة، التي ستسمح باختتام المفاوضات”.

إيران على موقفها وهي تصر على رفع جميع العقوبات في إشاره إلى الوعود بمساعدات اقتصادية بموجب الاتفاق ولأجل هذه الشروط الإيرانيه طال أمد المفاوضات ويخشى أن تعود لنقطة البدء، وتقول إدارة بإيدن في شأن تذليل العقبات إنها على استعداد لإلغاء التدابير الاقتصادية المتعلقة بالأنشطة النووية والمنصوص عليها في الاتفاق النووي، لكنها تؤكد أنها ستبقي عقوبات أخرى من بينها ما يتعلق بحقوق الإنسان ودعم إيران لمجموعات مسلحة في دول عربية.

ويعتقد بعض الخبراء أن إيران كانت تنتظر فوز رئيسي الذي يحظى نهجه المتشدد بدعم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي له الكلمة الفصل في كل المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية. وقال محللون إن إيران يمكن أن تتوصل لاتفاق قبل تولي رئيسي مهامه في آب/أغسطس، ما يتيح له أن يحظى بالفضل في الانتعاش الاقتصادي المتوقع، لكن يلقي باللوم على الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، المعتدل المؤيد لعلاقة أفضل مع الغرب، في حال تدهور الوضع.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …