بقلم: يوسف أبو لوز – صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – حتى لو كان العنوان العام لـ «إكسبو دبي 2020» اقتصادياً بالدرجة الأولى، فالحدث الإماراتي العالمي ثقافي أيضاً، والعنوان الثقافي أكثر شمولية من العنوان الاقتصادي، فكل شيء يمكن تجييره إلى ما هو ثقافي: الاقتصاد ثقافة، والزي ثقافة، والطعام ثقافة، والغناء ثقافة، والعلاقات الإنسانية في أقصى درجاتها البسيطة ثقافة.
وكل هذه المكوّنات اليومية تحضر في «إكسبو دبي 2020»، وتتكامل، وتعطي الحدث المنتظر بعد أقل من مئة يوم، صيغة عالمية تعايشية تسامحية، وإنسانية قبل وبعد أي اعتبار إعلامي لهذا التلاقي الأممي على أرض الإمارات.
كل إعلامي يحظى بمتابعة وتغطية «إكسبو دبي 2020» يحمل بالضرورة في شخصيته ثقافة بلاده وطبائع شعبه، وملامح هويته الوطنية والقومية والعرقية والفكرية التي تلتقي كلها مع شخصية زميل آخر له جاء من بلاد ثانية، من أجل العمل المهني نفسه، والمتابعة اليومية نفسها.
كل مشارك، اقتصادي وسائح، وصاحب تجارة، وصاحب عقار، يحمل مرة ثانية ثقافته معه، ويجاورها إلى جانب الثقافات الأخرى في حدث كوني عنوانه المحدد: الإمارات.
«إكسبو دبي 2020» في الإمارات فضاء ثقافي مفتوح لما يسمى حوار الحضارات والثقافات على أرض الواقع، وليس بالنظريات والمصطلحات التي عادة ما يقتلها الجدل وتُجهضها وجهات النظر المتباينة.
في «إكسبو دبي 2020» لا نظريات ولا مصطلحات، هنا تعايش وتفاعل وتلاقٍ. الثقافات وجهاً لوجه من دون صراع ومن دون حروب باردة وأخرى حارة، لا بل إن الثقافات والحضارات والأفكار والإنسانيات والإبداعات في «إكسبو دبي 2020» بلا أقنعة، وبلا حساسيات إقليمية أو إيديولوجية أو «هوياتية».
الهوية الوحيدة في هذا الحدث هي هوية إنسانية، تتوجه إلى المستقبل البشري المشترك، وتؤكد نظافة الإنسان، ونظافة العالم بالأمن والأمان والتنمية والاستقرار.
الإمارات تستقبل «إكسبو دبي 2020» ببنية ثقافية متدرّجة ومتكاملة منذ خمسة عقود، ومؤشرات هذه البنية مرئية ومقروءة ومسموعة ومعلومة لكل من تابع التجربة الاتحادية للإمارات منذ السبعينات وحتى اليوم، سواء من نخب إعلامية أو قانونية، أو استثمارية أو دبلوماسية أو فكرية بكل موضوعية وحياد.
«إكسبو دبي 2020» انتصار للإمارات على التشاؤم والخوف والتردد. انتصار للاقتصاد العربي المتفائل، وللثقافة العربية المتفائلة، انتصار على الأوبئة بكل أشكالها الكارثية: بدءاً من «كورونا الجسد»، وانتهاء ب«كورونا العقل والنفس والروح».