بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – لا شك في أن استمرار استهتار ساسة لبنان بمستقبل ومصلحة الشعب سيؤدي إلى انفجار يصعب احتواؤه، إذ إن تراكم الأزمات أوصَل البلد إلى العتمة السوداء، الشعب مفلس، والفساد ينخر جل البلاد ولا واحد في السلطة يريد تحمل المسؤولية، فيما الشعب اللبناني يدفع وحده ثمن فساد وفشل المسؤولين.
لبنان مهدد بالانهيار إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من دون حكومة، وكل تأخير له أثمان كبرى على لبنان ستكون باهظة جداً عليه، وتعمّق أزمته إذ إن الوضع ينذر بانزلاق البلاد بسرعة كبيرة نحو مرحلة محفوفة بأخطار والسير نحو منعطف خطير يقتضي استدراكه قبل فوات الأوان ومحاولة إنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة.
لقد جرب الساسة التصلب وأدى إلى تعطيل الحلول وتعقيد المعالجات، وجربوا أيضاً المكابرة ما تسبب بمصاعب أشدّ وتكلفات إضافية على اللبنانيين، وجربوا أيضاً التراشق بحرب البيانات والاتهامات ما ساهم في تنامي الحقد، وجربوا أيضاً الاستهتار بالمبادرات الدولية ما أدى إلى عزلة البلد، فماذا أنتم فاعلون بلبنان؟
البلد وصل إلى حافة الهاوية في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي، والاجتماعي وثلث الشعب في حالة الفقر صبروا على ممارساتكم بما يفوق احتمالهم، فهل حان الوقت لاستفاقة الضمير والتعاطي بكل جدية ومسؤولية مع هذا الوضع والقفز من السفينة قبل الغرق؟
لبنان يستغيث، فلا عوامل مساعدة على الصعيد الإقليمي والدولي ما لم يساعد الساسة أنفسهم إذ إن مبدأ التسوية ليس بدعة، بل هو أساس في الحياة إذ إن التنازلات المتبادلة ضرورة حاكمة على الجميع، وليست منقصة بما يساهم في إيجاد مفاتيح الحل وفتح الباب أمام وضع ظل مقفل بكسر الجمود السائد جعل التسوية فوق كل اعتبار.