الرئيسية / مقالات رأي / The Times: تحذير المدمرة “أتش أم أس ديفندر” تذكير من بوتين لإمكانية اندلاع الحرب

The Times: تحذير المدمرة “أتش أم أس ديفندر” تذكير من بوتين لإمكانية اندلاع الحرب

BY: Roger Boyes


الشرق اليوم – من خلال تحويل المياه المتقلبة للبحر الأسود إلى ساحة معركة محتملة، فقد أحبطت روسيا أي أمل في استعادة علاقتها مع الغرب. عندما تطلق سفينة روسية طلقات تحذيرية في اتجاه مدمرة بريطانية وتطلق طائرة حربية قوية من طراز سوخوي 24 النيران في مسارها طريقها، فأنت تعلم أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يزال ملتزمًا كما كان دائمًا، بتصعيد التوتر مع الناتو.
إنّ المواجهة في البحر الأسود، بعد فترة وجيزة من لقاء القمة بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي كان من المفترض أن يرسم الخطوط الحمراء بين الجانبين، جاء بمثابة إشارة للاستعداد لاستخدام دبلوماسية الزوارق الحربية.
الحدث كان مدعوماً بحملة من الأخبار المزيفة المعتادة، مع قيام وسائل التواصل الاجتماعي الروسية بالإيحاء إلى أن المدمرة البريطانية وأخرى هولندية تبحران مباشرة نحو مقر أسطول البحر الأسود الروسي. وأنّ السياسيين الروس سارعوا إلى التعبير عن غضبهم من هذا الاستفزاز المفترض، وإلقاء اللوم على بريطانيا بارتكاب “انتهاك صارخ للمعايير الدولية”، واستدعاء الملحق البحري البريطاني في موسكو لشرح انتهاك المملكة المفترض، للمياه الروسية. هذا هو أيضًا جزء من الإصدار الجديد لحرب المنطقة الرمادية: “يجب إلباس العمل العدواني ثوب الرد الدفاعي المشروع”.
لدى روسيا جميع الأسباب “للشعور بالارتباك” حيال قاعدة سيفاستوبول لأنها لعبت دوراً رئيسيًا في ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 وطرد القوات الأوكرانية منها، ولا تزال معظم الدول تعترف بها جزءاً من أوكرانيا.
روسيا تهدف إلى توسيع سياسة “تجميد النزاعات” في البحر الأسود وشبه جزيرة القرم. وإن قوة بوتين غير المتكافئة في تعامله مع الولايات المتحدة وحلف الناتو، تتوقف على قدرته على التصعيد بسرعة من أي نقطة من نقاط الضغط في هذه المنطقة.
كما أن شبه جزيرة القرم، التي نسيها الغرب بهدوء، لا تزال مجرد خط صدع جيوسياسي. وأنه عندما تجمّع مئة ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية في ربيع هذا العام، غادرت جميع الغواصات الست التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي الميناء.
ومن المرجح أن يكون ذلك جزء من “حيلة متقنة لاستعراض العضلات من جانب بوتين” قبل اجتماع قمة مع الرئيس جو بايدن، أو أن يكون مقدمة لنوع من عمل متجدد ضد أوكرانيا.
وقدرة بوتين على محاكاة الحرب، والانتقال من نصف طريق الدبلوماسية اللطيفة إلى إطلاق الطلقات التحذيرية، تبقي العلاقات بين الشرق والغرب في حالة توتر. فهو بالتأكيد يجعل جيرانه قلقين بشأن ما سيفعله بعد ذلك.
يمكننا القول إنه مهما كانت القصة التي يتم اختلاقها الآن حول حادثة البحر الأسود، من الواضح أن على الناتو واجب الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة وآمنة في جميع أنحاء العالم. لأنها “كما ذكّرنا بوتين ، قد تكون ساحة لاندلاع الحرب”.

ترجمة: BBC

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …