الشرق اليوم- بعد عامين على قمة سنغافورة، التي وصفت يومها ب”التاريخية” والتي جمعت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، عادت العلاقات بين واشنطن وبيونج يانج إلى المربع الأول، واستؤنفت الحرب الكلامية بين الجانبين، ما أثار المخاوف مجدداً من قيام بيونج يانج بخطوات تصعيدية على غرار ما حصل قبيل قمة سنغافورة، ومن ثم القمة بالمنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين، حين وطِئت قدما ترامب أرض كوريا الشمالية في سابقة لرئيس أمريكي.
قبيل عامين كانت الآمال مرتفعة بأن تعود كوريا الشمالية إلى المجتمع الدولي، وتتخلى عن أسلحتها النووية، ويتم رفع العقوبات عنها، وتطبع علاقاتها مع الولايات المتحدة، وتدخل في حالة سلام وتعاون مع شقيقتها الجنوبية، لكن كل ذلك تبخّر جراء سوء تفسير لنتائج القمتين، والخلاف حول الثمن الذي تطلبه بيونج يانج لقاء تخليها عن برنامجها النووي.
وبعد انتخاب بايدن ظلت بيونج يانج تترقب مواقفه تجاهها، ثم جاء تصريحه أمام الكونجرس بأنه سيمارس “ردعاً صارماً” ضد كوريا الشمالية والعمل مع الحلفاء لمواجهة “تهديداتها الخطيرة”، ما أثار حفيظة الأخيرة التي اعتبرت بأن هذا التصريح يمثل “دليلاً على سياسة عدائية تتطلب رداً”، محذرة من “أزمة خارجة عن السيطرة”. واتهم وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سون غوون واشنطن ب”النفاق”، قائلاً: “إن آمال 2018 تلاشت ليحل محلها كابوس مظلم”.
كان الزعيم الكوري الشمالي وعد ترامب بالتخلي عن ترسانة بلاده النووية، لكن بلاده لم تنفذ ما وعدت به، ويبدو أنها كانت تنتظر “مكافأة” مقابل تنازلاتها، مثل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، وتقديم مساعدات اقتصادية لتجاوز الضائقة التي تعانيها، خصوصاً أنها قامت قبل ذلك بعدة مبادرات “حسن نية”، مثل تجميد إطلاق الصواريخ البالستية والعابرة للقارات، وتفكيك موقع تجارب نووية إلى جانب إعادة رفات جنود قتلوا خلال الحرب الكورية.
لم تحصل كوريا الشمالية على شيء، ولم تقدم واشنطن أي شيء، ما أدى إلى تأزيم العلاقات في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي قالت إنها استكملت مراجعة استمرت شهوراً لسياسة كوريا الشمالية، وإنها تعهدت باتباع “نهج عملي ومحسوب يقوم على الجهود الدبلوماسية لإقناع بيونج يانج بالتخلي عن أسلحتها النووية، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: “إن الولايات المتحدة ستنتظر لمعرفة إن كانت هناك إمكانية للحوار أو نوع من الاتصالات المباشرة”.
إلا أن الجواب جاء من بيونج يانج على لسان كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري التي قالت: “لدى الأمريكيين تطلعات خاطئة من شأنها أن تغرقهم في خيبة أمل كبرى”.
على الأرجح، إن العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين تلقي بظلالها على العلاقات بين واشنطن وبيونج، فهناك صلة وثيقة بين الملفين، نظراً للدور الذي لعبته بكين في إقناع بيونج يانج بالدخول في حوار مع إدارة ترامب، وهو دور غير متوفر حالياً.
المصدر: صحيفة الخليج