الرئيسية / مقالات رأي / هل تستطيع إدارة بايدن إحياء المفاوضات

هل تستطيع إدارة بايدن إحياء المفاوضات

بقلم: علي ابو حبلة – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – ما زالت أحلام اليقظة تراود البعض من القيادات الفلسطينية عن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين، وتزايد احتمالات العودة للمفاوضات بسقوط ترامب ونجاح بإيدن وكان صفقة القرن وخطة الضم والتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني باتت في متناول البعض، فبعد سنوات من تراجع السلطة الفلسطينية ومحاولات تهميش دورها من قبل إدارة ترامب وسياسة نتنياهو تجاهها، يعود الحديث ليتجدَّد عن إعادة إحيائها، بهدف إطلاق عملية تفاوضية جديدة بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال برعاية أميركية، وبعد أشهر من تسلُّم إدارة جو بايدن مهمّاتها، وتشكُّل حكومة جديدة في إسرائيل برئاسة نفتالي بينت، انبعث الأمل من جديد ، بعودة المفاوضات، كاستحقاق أميركي ــــ إسرائيلي ــــ عربي لتحقيق رؤيا الدولتين، فيما تأمل مصر بدبلوماسيتها أن تنجح مساعيها لإحياء المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي برعاية أميركية، وتأمل السلطة الفلسطينية تحقيق ذلك بدعم عربي تبديه خصوصاً كل من مصر والأردن اللذين يتوسّطان لدى إدارة جو بايدن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولات وقف عجلة الاستيطان ومنع تهويد القدس والمحافظة على التهدئة ومحاولات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار طويل الأمد بين قوى المقاومة وحكومة الاحتلال، وحاولت جهدها في هذا المضمار لتضييق فجوة الخلافات الفلسطينية ودعت لحوار الفصائل في القاهرة وبعد أن تبين صعوبة تذويب الخلافات أعلنت القاهرة عن تأجيل جولات الحوار لإشعار آخر.
وفي هذا الإطار، ما زالت القيادة الفلسطينية تراهن للعودة إلى طاولة المفاوضات وقد وجدت في المعركة الأخيرة منفذاً للوصول إلى البيت الأبيض، لطرح فكرة العودة إلى مفاوضات «السلام» . وهي فكرةٌ تعزّزت أخيراً في ضوء تشكُّل حكومة جديدة في كيان الاحتلال، يرى جزء كبير من الأحزاب المكوِّنة لها، ولا سيما اليسارية، ضرورة التقاط فرصة استئناف المفاوضات. إزاء ذلك، لاقى طرحُ اعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية قبول لدى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية فيما أبدت حركة حماس وقوى مقاومة تحفظها وطالبت بضرورة إعادة إحياء منظمة التحرير وتفعيل مؤسسات المنظمة لتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني، في حين هناك إصرار والضغط على حركة «حماس» لتسليم مقاليد الأمور في قطاع غزة لحكومة تلتزم ببرنامج «منظمة التحرير» وتحظى بقبول من جانب المجتمع الدولي، قبولاً ودفعاً عربيين، وهو ما ناقشه الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأميركي، أخيراً، حيث جرى الاتفاق على دعم الفكرة بعد تولي حكومة بينت مهمّاتها، وانتهاء دور حكومة بنيامين نتنياهو التي أرادت أن تُبقي دور السلطة وظيفياً وأمنياً فقط، وأن لا يكون لها أيّ تأثير سياسي. وكشفت مصادر مطلعة أن مصر والولايات المتحدة أبلغتا السلطة أن الإدارة الأميركية ستعمد، خلال الأسابيع المقبلة، إلى اقتراح مباحثات استكشافية للمواقف الإسرائيلية والفلسطينية، يُفترض أن تُفعِّل ملف التفاوض من جديد، وهو السبب الذي دفع الرئيس محمود عباس لاتخاذ إجراءات قد يعلن عنها قريبا في إطار إعادة ترتيب البيت الفلسطيني .
في غمرة التفاؤل ذكر موقع «والاه» الإسرائيلي، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، معنية بمنح الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة نفتالي بينت الظروف التي تضمن استقرارها، عبر تجنب المبادرات السياسية التي تثير الجدل.
ونقل الموقع، عن مسئول كبير في الإدارة قوله إنّ الولايات المتحدة تحت قيادة بايدن «لن تطرح رؤى يمكن أن تثير خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ما قد يسهم في تفككها». وبحسب المسئول، فإنّ البيت الأبيض معنيّ بإجراء اتصالات منتظمة مشاورات وثيقة مع بنت وكبار الموظفين في ديوانه، من منطلق تبادل وجهات النظر «وإدارة نهج محترم للخلافات، ورغبة في العمل على تعزيز الاستقرار والأمن». وأضاف المسئول أنه على الرغم من أن بايدن لم يدعُ بعد بينت لزيارة واشنطن، إلا أنّ هذه الدعوة ستُوجَّه في وقت مبكر من شهر يوليو/ تموز المقبل.
وأشار الموقع إلى أنّ بينت معنيّ أيضاً بصياغة سياسات «حذرة» تجاه القضايا الخلافية مع الولايات المتحدة، مثل إيران والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتجنب اتخاذ قرارات يمكن أن تفضي إلى مواجهة مبكرة مع واشنطن، حيث لفت الموقع إلى أنّ هذه المقاربة تتبناها أيضاً إدارة بايدن.
وأعاد الموقع إلى الأذهان حقيقة أن بينت، الذي يتبنى مواقف «متشددة للغاية» بشأن الموقف من إيران والصراع مع الشعب الفلسطيني، وأيّد بحماسة شديدة تكثيف الهجمات على المصالح الإيرانية في المنطقة، ودعا إلى ضمّ مناطق «ج» التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل، يعي أنّ هناك خلافات كبيرة داخل حكومته بشأن هذه القضايا، ما يجعله يواجه صعوبة في اتخاذ قرارات تنسجم مع مواقفه السياسية. وهذا ما يدعوا إلى التريث وضرورة التغلب على الخلافات الداخلية الفلسطينية وتوحيد الرؤى والمواقف بين كافة القوى الفلسطينية وصولا لاستراتيجية تجمع وتوحد الجميع على هدف واحد وهو استجماع كافة القوى التي تقود للتحرر والتحرير من الاحتلال.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …