الرئيسية / مقالات رأي / Politico: نصيحة مفاوضة نووية سابقة لبايدن وبوتين

Politico: نصيحة مفاوضة نووية سابقة لبايدن وبوتين

BY: ROSE GOTTEMOELLER

الشرق اليوم – إن أحد أهم بنود جدول أعمال القمة الروسية – الأمريكية اليوم الأربعاء بين الرئيس فلاديمير بوتين، وجو بايدن، هو مناقشة أولية حول بديل لمعاهدة “ستارت الجديدة” للحد من الأسلحة النووية لعام 2010، التي من المتوقع أن يبدأ الدبلوماسيون الأميركيون والروس التفاوض بشأنها قريبا.
إن أفضل ما يمكن أن يقدمه الرئيسان لتهيئة الطاولة النووية هو “جعل الأمر بسيطا”. ولإعداد فرق الحد من الأسلحة لتحقيق النجاح؛ يجب على الرئيسين إصدار توجيهات واضحة وبسيطة حول ما ستغطيه المعاهدة الجديدة بالضبط، ومتى ويجب استكمالها، وبعد ذلك يجب عليهما التراجع وترك المفاوضين يقومون بعملهم بشكل أفضل، لأنه غالبا يتم التقليل من التقدير لهذا الواقع الدبلوماسي.
إن الاختراق الكبير في العناوين ليس هو ما يجعل القمة ناجحة، بل أوامر التحرك الواضحة التي يعطيها القادة لفرقهم لوضع الأساس للمفاوضات الصعبة القادمة. ومن دون معاهدة لن تكون القوات النووية الروسية محدودة، وقد يميل الروس إلى بناء صواريخهم ورؤوسهم الحربية بسرعة، وقد يخشون أن يبتعد الأميركيون عنهم، خاصة أن الولايات المتحدة تعمل على تحديث ترسانتها النووية، ولذا فهي ترى أن القدرة على التنبؤ النووي المتبادل هي السمة المميزة لهذه المعاهدات، وهي أساس مستقر لإبقاء المخاطر النووية بعيدة بينما يقوم الأميركيون بتحديث قواتهم النووية.
ومن المرجح أن اجتماع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف في 2009 وضع المعيار لبيان قصير وبسيط، أوضح ما الخطوات التالية للمفاوضين، حيث اشتمل البيان على 3 نقاط رئيسية فقط: ستكون المعاهدة حول الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، وستنخفض الأعداد إلى ما دون المستويات الواردة في آخر اتفاقية رئيسية للحد من الأسلحة بين الولايات المتحدة وروسيا، وستنتهي بحلول الوقت الذي تخرج فيه المعاهدة إلى حيز التنفيذ. كما أن وضوح تلك التعليمات وشروطها رفيعة المستوى عاملان حاسمان في نجاح التفاوض بشأن المعاهدة.
ولو طبق بايدن وبوتين هذه المبادئ في جنيف فقد يبدو بيانهما كما يلي:
أولا- سيركز استبدال “ستارت” الجديدة على الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، ولكنه سيعترف أيضًا بالعلاقة بين القوات الهجومية الإستراتيجية وقدرات الدفاع الصاروخي.
ثانيا- يجب أن تشمل المفاوضات أنظمة توصيل الأسلحة، بما في ذلك أنظمة الصواريخ الغربية الجديدة التي ينشرها بوتين، بالإضافة إلى الرؤوس الحربية نفسها، أي القنابل الفعلية.
ثالثا- يجب على الرئيسين تحديد موعد نهائي، على سبيل المثال نهاية عام 2022. وهذه المواعيد النهائية مهمة للمفاوضين لأنهم يميلون إلى التفاوض لملء الوقت المتاح، وبسبب الموهبة الروسية الشهيرة للتداول البطيء.
بايدن وبوتين لا يحتاجان إلى التعمق في تفاصيل ماهية الأسلحة التي يجب الحد منها أو الجوانب الفنية لكيفية التحقق من امتثال كل جانب. ووسائل الإعلام ومجتمع السياسة الخارجية في جنيف اليوم سيتطلعان بلا شك لاتفاقيات كبيرة وعناوين كبيرة، ولكن بحكم تجربتي مع “ستارت الجديدة”، فإن القيادة الرئاسية الهادئة والثابتة هي السر الحقيقي لنجاح القمة. وإذا تمكن الرئيسان من الحفاظ على بساطة الأمر والرقي بالمحادثات وتحديد موعد نهائي فسيمكن لحكومتيهما العمل، لكن إذا غرقا في التفاصيل أو سمحا لخلافات أخرى بأن تلقي بظلالها على القضية النووية؛ فمن المرجح أن تتوقف المحادثات المهمة للغاية، وقد تموت قريبًا.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …