بقلم: محي الدين المحمد – تشرين السورية
الشرق اليوم– تتجه أنظار العالم إلى جنيف التي تستضيف القمة الأمريكية- الروسية ذلك لأن الاتفاق على الخطوط العريضة التي تحقق المصالح العليا لروسيا وأمريكا من دون إغفال مصالح الدول الأخرى يمكن أن ينعكس إيجاباً في مجال التصدي لحل العديد من الأزمات والمشاكل الدولية التي وصلت إلى أوج تعقيداتها إبان حكم إدارة ترامب.
لكن تصريحات بايدن التي سبقت القمة والتي أدلى بها على هامش اجتماعات الدول الصناعية السبع واجتماعات حلف “ناتو” والتي أعقبتها قد لا تبشر بالخير لأنها كررت أكثر من مرة ضرورة مواجهة “الخطر” الصيني وتحذير موسكو مما سماه بايدن ووزير خارجيته بالسياسات الروسية التي تهدد الاستقرار في العالم.. وبين هذا وذاك تضمنت تلك التصريحات حاجة كبيرة للتفاوض مع موسكو لحل مجموعة من القضايا ومن بينها الأزمات في سورية وليبيا وغيرهما.
قمة جنيف بين الرئيسين بوتين وبايدن هي حاجة أمريكية تماماً كما هي حاجة روسية وهذا يستدعي من الرئيس الأمريكي أن ينسى أو يتناسى الخطوط الحمراء التي قال بأنه لن يسمح لبوتين أن يتجاوزها مع أنه يعلم علم اليقين أن الخطوط وعلى اختلاف ألوانها لا يمكن أن يحددها طرف واحد من أطراف هذه القمة التي تتطلب تدوير الزوايا والوصول إلى قواسم مشتركة مع تخفيف النبرات العدائية ضد موسكو وبكين في تصريحات المسؤولين الأمريكيين وكذلك تخلي واشنطن عن اعتقادها بأنها يمكن أن تعوق التطور الصناعي والاقتصادي الهائل للصين والقوة العسكرية والنفوذ السياسي لكل من روسيا والصين حول العالم والذي لا يمكن تحجيمه بالعقوبات والتصريحات ولا بالقوة العسكرية، وهذا ما عبرت عنه مجموعة من الدول الأوروبية في قمة الدول الصناعية السبع وأكدت ضرورة الحوار والتعاون مع الصين.
لقد باتت العديد من المشكلات تهدد البشرية ومنها النزاعات المسلحة والأزمات والفقر والأوبئة واللاجئين والمناخ وغيرها من أزمات وهذا يتطلب من أمريكا بالدرجة الأولى أن تكف عن سياساتها العدوانية وافتعال حروب الوكالة على أراضي الغير والاعتراف بأن ثمن الوفاق والتعاون مع روسيا والصين هو أقل كلفة من المواجهة (عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً) والمسألة الأهم أن تلتزم أمريكا بما تتعهد به وتحترم ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.