BY: Jean-Christophe Féraud
الشرق اليوم – إن السلطات الصينية ومجموعة “إلكتريك دو فرانس” (إي دي إف) الفرنسية محرجتان من حادثة “تسرب” استمرت لعدة أسابيع في مفاعل الماء المضغوط قيد التشغيل في محطة تايشان للطاقة النووية جنوب الصين، مما أدى إلى “زيادة تركيز بعض المواد النادرة والغازات” في دائرة المياه التي تغذي الخزان.
الفرضية الأكثر ترجيحا هي أن العديد من قضبان الوقود النووي قد تضررت، مما أدى إلى تلويث الدائرة الأولية للمفاعل، مشيرة إلى أن هذه الحادثة تمثل ضربة أخرى للصناعة الذرية والشركة الفرنسية التي تسعى إلى بيع “طاقة نووية أكثر أمانا بالنسبة للمناخ”.
كما أن السلطات الصينية لم تتواصل بشأن وجود هذا الحادث، واكتفت مجموعة الطاقة النووية الصينية المشغلة له بالتأكد من أن المؤشرات البيئية “طبيعية” حول المحطة، وأن خطر التلوث الإشعاعي لموظفي تايشان والسكان المحيطين تحت السيطرة، ليواصل المفاعل العمل يوم الاثنين، مما أثار دهشة الخبراء الفرنسيين.
وكانت شبكة “سي إن إن” (CNN) الإخبارية الأميركية قد كشفت أمس عن هذا الحادث بعد أن حصلت على خطاب من الفرع الأميركي لشركة فراماتوم التابعة لـ “إي دي إف” تنبه فيه السلطات الفدرالية في واشنطن إلى “تهديد إشعاعي وشيك” بمحطة توليد الكهرباء في تايشان، كما اعترفت الحكومة الفرنسية بأنها علمت بالحادثة يوم 10 يونيو/حزيران، وأنها تراقب الوضع عن كثب.
من جانبها، تقول “إي دي إف” إن فراماتوم أُبلغتها بزيادة تركيز بعض الغازات النادرة في الدائرة الأولية للمفاعل رقم 1، وقالت إن مثل “هذه الظاهرة معروف ومدروس ومتوقع في إجراءات تشغيل المفاعلات” وهي تؤكد أن “المفاعل حاليًا في نطاق التشغيل والسلامة المرخص لها حسب المعلومات المتاحة”.
الجدير بالذكر أن اهتمام المجموعة الفرنسية البالغ، بما قد يحدث في تايشان، سببه أنها هي التي باعت تقنية المياه المضغوطة للصينيين وشاركت في بناء مفاعلي تايشان 1 و2، واللذين دخلا الخدمة على التوالي في ديسمبر/كانون الأول 2018 وسبتمبر/أيلول 2019، وأنها حصتها فيهما نسبتها 30%.
كما تأتي أهمية معرفة سبب وطبيعة حادث تايشان وخطورته المحتملة بالنسبة لمجموعة “إي دي إف” تأتي من ناحية أن تقنية المياه المضغوطة هذه شهدت العديد من الانتكاسات الفنية، حيث تدخل وحدتها الأولى الخدمة في فنلندا متأخرة 12 عاما هذا الخريف، كما سيتأخر توصيل مفاعل “إف إل إيه 3” (FLA 3) في فرنسا بالشبكة متأخرا 11 عاما من الموعد المخطط له.
ولمعرفة المزيد حول ما قد حدث في تايشان، لجأنا إلى خبراء مستقلين، وأوضح إيف مارينياك، رئيس القطب النووي والطاقة الأحفورية بمعهد نيغاوات، أن التفسير الأرجح لتسرب الغاز المشع هذا “هو تمزق محتمل لقضبان اليورانيوم داخل مجموعة الوقود التي تشكل جوهر المفاعل” مشيرا إلى أن “هذا هو التفسير الوحيد لوجود هذه الغازات النادرة مثل الكريبتون والأرغون والزينون بالدائرة الأولية للمفاعل”.
ومن المؤكد أن لا علاقة لهذا الموضوع بحوادث من نوع تشيرنوبيل في روسيا أو فوكوشيما في اليابان، كما قالته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا من أنه ليس لديها في هذه المرحلة ما يشير إلى وقوع “حادث إشعاعي” خاصة أن المراقبة المستمرة للبيانات البيئية تظهر أن المؤشرات طبيعية.
ونبهت “إي دي إف” إلى أن المشغل الصيني للمفاعل قد “نفذ إطلاقًا جويًا” للغازات النادرة “وفقًا للحدود التنظيمية التي حددتها هيئة السلامة الصينية” مشيرة إلى أن عمليات التصريف هذه بلا خطر فـ “لسنا في حالة تلوث، نحن في عمليات تصريف خاضعة للرقابة”.
ترجمة: الجزيرة