الشرق اليوم- عاد أمين عام حزب الله حسن نصرالله، في ذكرى تأسيس قناة “المنار” الناطقة باسم الحزب، أمس الثلاثاء، للحديث عن البنزين والأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يعيشها اللينانيون في معرض تعليقه على الأزمة الاقتصادية في البلاد، مبدياً امتعاضه من “طوابير الذل”، في دلالة على وقوف المواطنين في الطوابير على محطات الوقود في انتظار دورهم.
وقال نصر الله: “إذا استمر هذا الوضع، نحن سنذهب إلى إيران ونحصل على البنزين بالليرة اللبنانية ونأتي به إلى ميناء بيروت، ولتمنع الدولة اللبنانية البنزين عن اللبنانيين عندئذ”.
ويعيش لبنان اليوم أزمة حادة في ما يخص المحروقات مع تراجع قدرة المصرف المركزي على تغطية عملية الاستيراد بالدولار وهو ما يؤثر على استيراد النفط، وليس فقط البنزين، إذ يشهد لبنان تقنيناً حاداً في الكهرباء لهذا السبب وفي اليومين الماضيين بدأ يشهد انقطاعاً متكرراً في الإنترنت أيضاً للسبب نفسه.
يقول الخبير الاقتصادي ومحلل شؤون الشرق الأوسط سامي نادر في حديث لموقع “الحرة”: “أولاً هو (نصرالله) ليس الدولة ليُقرر ما سيدخله وما لن يدخله، هذا بأبسط الأحوال ضرب للسيادة. ثانياً، أزمتنا أساساً ليست أزمة محروقات، بل أزمة اقتصادية نتيجتها أزمة المحروقات، وبالتالي الحل يجب أن يكون للأزمة الاقتصادية أساساً”.
أكثر من ذلك، يقول نادر: “إذا كان نصرالله يريد أن يريحنا بموضوع المحروقات ممتاز. فليرسل هذه المحروقات من إيران إلى سوريا. الأموال المخصصة في مصرف لبنان للمحروقات تكفي لسنتين أو ثلاثة، ولكن التهريب إلى سوريا جعلتهم لا يكفوا أبداً، ثم يخرج ويتحدث عن أزمة وعن عقم الدولة”.
أيضاً، برأي النائب السابق مصطفى علوش أن “هذا هو اللعب التاريخي لهذه المنظومة، يقولون إن الحل بيدي، ولكن أنتم لا تريدونه. ولكن السؤال الأساسي، إذا كان الوضع هكذا، لماذا تُهرّب المحروقات إلى سوريا”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نقل منذ حوالي الأسبوع عن مصادر تأكيدها وجود “تصاعد كبير في عمليات تهريب المحروقات من لبنان والمتاجرة بها في سوريا، من قبل حزب الله إلى جانب قوات الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد” شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، واعتبر أن “هذه التجارة تأتي في إطار استغلال العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام ووسط عجز الأخير عن تلبية احتياجات المواطنين ما يدفعهم إلى التوجه نحو السوق السوداء”.
يذهب علوش في حديث لموقع “الحرة” أبعد من مجرد تعويم إيران، يقول: “الكلام السابق حول التوجه شرقاً هو ما تستند إليه اليوم منظومة الحكم وتحديداً الوزير السابق جبران باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون أي إيران ذاهبة إلى انتصار لأنها ستحرر أموالها بعد الاتفاق مع الأميركيين وبالتالي جزء من هذه الأموال ستأتي إلى لبنان عدا عن السلع الغذائية والدواء وكل هذه الأمور”.
ويضيف: “الكلام تحدي، ولكن فعلياً هو لإخراج المسؤولية ليقول إنه فتح لنا الباب ولكن نحن لم نكترث، والسؤال إيران لا تزال تحت العقوبات الآن، كيف يريد أن يستورد، عدا عن ذلك شاهدنا طوابير الناس على محطات البنزين في إيران مثل لبنان تماماً فهل سيرسلون البنزين إلى لبنان في هذه الحالة؟”.
وبحسب المرصد، يقوم حزب الله بجلب المحروقات، وعلى رأسها البنزين والمازوت، من لبنان إلى سوريا عبر معابر غير شرعية في الريف الحمصي، لتتحول المنطقة هناك إلى إحدى كبرى منابع المحروقات في السوق السوداء بسوريا، وتنتقل منها المواد إلى باقي المحافظات.
عدا ذلك، يراهن حزب الله وحلفاؤه على رفع العقوبات عن إيران، ويترقبون مفاوضات فيينا التي يرون أنها ستنتهي قريباً وسيكون نتيجتها إطلاق يد إيران في المنطقة ورفع العقوبات عنها ما يخولها أن تعود لاعباً أساسياً لكونها تملك من الموارد ما يكفي لبسط نفوذها.
يقول علوش: “المنظومة تعتبر أن هذا الأمر سيخوّل إيران دفع الأموال وبالتالي سيستفيدون من هذا الأمر كي يعود باسيل رئيساً للجمهورية، والرهان أكثر أن تأتي نهاية العهد مع مجلس نواب ممدد له وغير شرعي لانتخاب رئيس جمهورية وحكومة مستقيلة أو مقالة ولهذا الإصرار على الثلث المعطل وبالتالي يبقى في القصر الجمهورية حتى انتخاب مجلس نواب جديد وبالتالي رئيس جديد كما يشتهون”.
أما كُل الحديث عن الاهتمام بوجع الناس، فهو بحسب نادر ليس سوى محاولة “من نصرالله لتبييض صفحته وصفحة إيران”.
المصدر: الحرة