الرئيسية / دراسات وتقارير / مراقبون.. الطائرات المسيرة وأثرها على الوجود الأمريكي في العراق

مراقبون.. الطائرات المسيرة وأثرها على الوجود الأمريكي في العراق

الشرق اليوم– وضّح مراقبون وخبراء عراقيون، مدى خطورة الطائرات المسيرة التي توالى إطلقها مؤخراً على المواقع والقواعد العسكرية الأمريكية من جهات مجهولة الهوية.

فقد أجمع المراقبون على الخطورة الكبيرة التي تسببها الطائرات المسيرة على وجود أمريكا والتحالف بالبلاد.

ويرى مراقبون، أن الطائرات المسيرة التي تكرر إطلاقها على الأمريكان داخل العراق، هي طائرات بدائية الصنع وبتكنولوجيا أقل وقليلة التكلفة، الأمر الذي يعني أن عملية رصدها وإسقاطها ستكون مكلفة جدا وتوازي مئات أضعاف تكلفتها، لذا فإن تلك المسيرات تمثل تحولا نوعيا بيد المليشيات والجيوش التي لا تمتلك أساطيل من الطائرات التي تحلق على ارتفاعات شاهقة، كما ستظل تمثل تهديدا للوجود الأمريكي وربما ورقة ضغط لحلحلة ملفات بعينها.

يرى الخبير الاستراتيجي والأمني العراقي، اللواء مؤيد الجحيشي، أن سلاح الطائرات المسيرة أصبح اليوم في معظم الجيوش وتمتلكه أيضا الفصائل والميليشيات، وإلى الآن لم تفلح التكنولوجيا العسكرية في صناعة دفاعات ضد تلك الطائرات.

طائرات انتحارية

وأشار في حديثه، أن الطائرات التي يمتلكها الإيرانيون أو التي بداخل العراق وهي إيرانية أيضا، يتم تجميعها في الداخل على أطراف بغداد، أو في معسكرات الحشد وحتى في الموصل، وتلك الطائرات هي طائرات بدائية وتطير على ارتفاعات منخفضة جدا لا تصل إليها الدفاعات الأرضية وفي الغالب لا تستطيع اكتشافها، لأن التكنولوجيا العالمية في هذا المجال العسكري تتنافس على الوصول إلى أعلى الارتفاعات، لأن من يمتلك طائرات تحلق على ارتفاعات كبيرة هو من يملك السيطرة الجوية.

وتابع الخبير العسكري، إن الطائرات المسيرة اليوم تحقق أهدافها نتيجة القصور في التعامل التكنولوجي معها، فإذا تم إطلاق 10 طائرات مسيرة نحو 10 أهداف، فإن ثمانية منها سوف تصل إلى أهدافها، وتختلف تلك الطائرات حسب الحجم وحسب المقذوفات التي تحملها، ومنها طائرات انتحارية بدائية، يتراوح سعرها في إيران ما بين 300 – 6000 آلاف دولار، وهي طائرة بدائية لكنها مؤثرة، ولو أراد الأمريكان التصدي لها فإن تكلفة ذلك قد تصل إلى 60 ألف دولار، أما الخطر الثاني الذي تمثله تلك الطائرات على القواعد الأمريكية، فهو أن تكون انتحارية وهو ما يتعذر معه السيطرة عليها، ويكون تأثيرها مثل الانتحاريين والمفخخات.

إشعال الصراع

من جانبه أكد المحلل السياسي العراقي إياد العناز، أن استمرار عمليات التعرض للمواقع والقواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية وقيادة قوات التحالف بالعراق،  تأتي في إطار استمرار المواجهات التي تغذيها أدوات النظام الإيراني، من المليشيات المسلحة التابعة لها والتي تسعى إلى إدخال العراق في أتون صراع إقليمي دولي، تنفيذا للمشروع التوسعي الإيراني في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي وتتخذ من العراق ملاذا وساحة واسعة للتنفيذ وإدامة زخم الأحداث.

وأضاف: بعد أن كانت منصات الصواريخ الموجهة والكاتيوشا والهاونات أسلحة ميدانية تستخدم في تنفيذ العمليات، أدخل الآن سلاح آخر هو الطائرات المسيرة التي استخدمت لإشعار قوات التحالف أن بإمكان هذه المليشيات أن تستحوذ على أي سلاح تراه متطورا، ويسهم في تنفيذ توجهاتها واستمرار استهدافها للمواقع العسكرية التابعة للأمريكان وغيرهم، وتوسيع دائرة المواجهة ومحاولة إحداث خسائر جسيمة ومؤثرة.

الاستخبارات الأمريكية

وأشار المحلل السياسي، إلى أن هذا الأمر لم يكن حاليا على الجانب الاستخباراتي الميداني التابع للقوات الأمريكية، وتحدث بذلك أكثر من قائد عسكري يوجد في القواعد والأماكن العسكرية داخل الأراضي العراقية ومنهم، الجنرال “فرانك ماكنزي” بإشارته: “أن إيجاد طرق أفضل لمواجهة مثل هذه الهجمات يمثل أولوية قصوى وأنتم على متابعة جدية وتعلمون أن هناك هجمات مماثلة في المستقبل”.

وأكد العناز، أنه سبق لهذه المليشيات أن استخدمت طائرة مسيرة في منتصف شهر أبريل2021، مستهدفة قاعدة لقوات التحالف الدولي بالقرب من مطار أربيل في شمال العراق مما تسبب في إحداث أضرار كبيرة وخسائر مادية.

وكان الجيش العراقي قد أكد في بيان له إن طائرتين مسيرتين أسقطتا فوق قاعدة جوية عراقية تضم قوات أمريكية وقوات عراقية وقوات التحالف يوم الأحد الماضي، مشيرا إلى أن منظومة الدفاع الجوي في قاعدة الأسد الجوية، إحدى أكبر وأقدم القواعد العسكرية في العراق، اعترضت وأسقطت الطائرات المسيرة.

المصدر: سبوتنيك

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …