الرئيسية / مقالات رأي / مؤشرات على جولات تصعيد جديدة من قبل الاحتلال

مؤشرات على جولات تصعيد جديدة من قبل الاحتلال

بقلم: علي أبو حبلة – صحيفة الدستور الأردنية

الشرق اليوم- حكومة اليمين المتشدد التي يرئسها نتنياهو في رمقها الأخير، بعد تمكن لابيد، وبينت من تشكيل حكومة جديدة تنهي حكم نتنياهو، يسعى اليمين الصهيوني المتحالف مع نتنياهو لتصعيد وتوتير الأجواء في القدس على أمل إفشال حكومة بينت لأبيد، فقد قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي السبت، المقدسيين في حي الشيخ جراح واعتدت عليهم، فيما تعتزم جماعات استيطانية متطرفة، تنظيم ما تسميه “مسيرة الأعلام” الخميس المقبل، والتي ستعبر من باب العامود وتجوب شوارع البلدة القديمة والحي الإسلامي بمدينة القدس المحتلة.

ونقلت القناة الـ12 العبرية، أن شرطة الاحتلال ستجري الأحد، اجتماعا لتقدير الموقف من مسيرة الأعلام، منوهة إلى أن التقديرات تشير إلى أن الشرطة ستوافق على إجراء المسيرة مع تغيير في مسار مرورها. وفي غضون ذلك، أخرجت قوات الاحتلال بالقوة، عشرات المتظاهرين من حي الشيخ جراح بالقدس، حيث كانوا يحيون ذكرى النكسة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلة قناة الجزيرة جيفار البديري في حي الشيخ جراح بالقدس، واعتدت عليها بالضرب. وأفرجت عنها بضمان عدم تواجدها لمدة أسبوعين في الشيخ جراح

في حين تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حملتها المكثفة ضد فلسطينيي الـ 48، عادت إلى زيادة وتيرة القمع والاعتقالات في الضفة والقدس المحتلتين، وتعمل بشكل متعمد بخرق الهدنة في غزة عبر سرب كبير من طائرات الاستطلاع التي تصدّت لها قوى المقاومة وأعلنت أنها ما زالت بكامل جهوزيتها ، فيما يبدو أن الخلافات بشأن ملفّي الاعمار والمساعدات سيفجّران الوضع مجدداً رغم المسعى المصري لاحتواء الوضع من خلال إرسال معدات لرفع الأنقاض وتسيير قوافل من المساعدات الإنسانية

تتزايد الدعوات الاستيطانية إلى إحياء “مسيرة الأعلام” واقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتلة الخميس المقبل، الخطوة التي أدت قبل أسابيع إلى تفجير الأوضاع وفجّرت هبّة شعبية كبيرة في الضفة والأراضي المحتلة عام 1948. ثمة قراءتان لمسار تطور الأحداث: الأولى تقول إنها خطوات بنيامين نتنياهو الأخيرة لتفجير المشهد قبل أن يخسر منصبه، والثانية تقول إنها إسرائيل نفسها بوجه نتنياهو أو بوجه نفتالي بينِت الذي لا يقلّ يمينية وتطرفاً عنه، بل يعمل بدوره على تحصيل التفاف يميني حوله هو بأمسّ الحاجة إليه الآن.

بدورها، حذرت القوى والفعاليات الفلسطينية السبت، من مغبة ما وصفتها بـ”الحماقة الجديدة” التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس، وذلك بالسماح من جديد لما تُسمى “مسيرة الأعلام” بالمرور عبر باب العامود بالأقصى. وحذرت قوات الاحتلال الصهيوني من استخدام القدس، وسيلة للهروب من أزماته الداخلية وفشله في حل مشكلاته السياسية، داعية أهالي القدس والداخل المحتل إلى النفير والهبة نحو المسجد الأقصى، وذلك الخميس المقبل، والمرابطة في المسجد الأقصى وحوله، لحمايته من الاحتلال ومخططاته.

ولاقت الدعوات الاستيطانية لـ”مسيرة الأعلام”، انتقادات داخلية إسرائيلية، وقال عضو الكنيست عن حزب “هناك مستقبل” رام بن باراك، إن “المسيرة المخطط لها الخميس المقبل في القدس، محاولة لإشعال النار في المنطقة، ومنع تشكيل الحكومة”، وفق ما نقلته القناة الـ12 الإسرائيلية. من جانبه، قرأ الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، السيناريوهات المتوقعة إزاء المسيرة الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة.

وقال بشارات في تحليل له إن “المسيرة تهدف إلى إشعال الوضع، لتفتيت اتفاق تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة”، موضحا أن “نتنياهو أوعز لشركائه في الصهيونية الدينية وعصابات التلال، بإكمال مسيرة الأعلام في القدس، وعبر باب العامود والبلدة القديمة”. وتابع: “أمير أوحنا وزير الأمن الداخلي وأحد المقربين من نتنياهو، أوعز قائد الشرطة بإعطاء الإذن للمسيرة”، مضيفا أن “السيناريو الذي رسمه نتنياهو، يؤدي الاحتكاك وبالتالي انفجار الوضع، وبالتأكيد الشرطة لن تكون متراخية عن أي إزعاج المستوطنين”، وفق تقديره. ووفق كل ذلك نتنياهو ومعه اليمن الصهيوني المتطرف يدفع بالمنطقة برمتها أتون الصراع الديني، وفي حال تفجر الأوضاع لن يكون بمقدور أمريكا وحلفائها من إطفاء نيران الصراع ولا بد من موقف دولي حازم للجم العدوانية الصهيونية ووقف التمادي الصهيوني ووضع خطة بسقف زمني ينهي الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس حماية للأمن والسلم العالمي وغير ذلك تبقى مسببات تفجير الأوضاع قائمه بما فيها الحرب الدينية وهي امتداد للحروب

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …