بقلم: سامي أبو شحادة – اندبندنت أونلاين
الشرق اليوم- بالنسبة لأولئك الذين يعرفون بنيامين نتنياهو، كان من الواضح أنه لن يستطيع تشكيل حكومة، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي في طريقه لزعزعة الاستقرار كي يظهر كزعيم يميني قوي يمكنه السيطرة على كل شيء.
إن نتنياهو فعل ما برع فيه، وأن الهجمات على الفلسطينيين الذين يذهبون للصلاة في المسجد الأقصى وإغلاق باب العامود وتهديدات الإخلاء ضد عشرات العائلات الفلسطينية.
في هذا الصدد أنه تم تنسيق الهجمات بين الشرطة الإسرائيلية والمتطرفين المتدينين الذين … بذلوا قصارى جهدهم لجعل الوضع ينفجر، بما في ذلك الهجمات الشرسة ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. ثم تحركت الأمور باتجاه غزة.
وبعد 11 يوما من الحرب، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ويبدو أن استراتيجية نتنياهو قد فشلت.
هذه ليست نهاية القصة. هذا لا يتعلق فقط بوقف إطلاق النار. يتعلق الأمر بإيجاد حل سياسي يحتضن المبادئ العالمية الأساسية مثل الحرية والعدالة والمساواة والأمن للجميع.
لن يتحقق سلام دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك في القدس الشرقية. إذا كانت الأسابيع الماضية قد قدمت دروسا للمجتمع الدولي، فإن أحد الدروس الرئيسية هو أنه لا يمكنهم الاستمرار في تجاهل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. يجب أن يتضمن أي حل المساواة الكاملة لجميع المواطنين وكذلك احترام حقوقنا والاعتراف بها كأقلية وطنية.
ويحمل الكاتب إدارة بايدن مسؤولية خاصة، مشيرا إلى أن “التمويل غير المشروط لآلة الحرب الإسرائيلية من قبل الولايات المتحدة هو جزء من المشكلة.
ويجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الممول الرئيسي والشريك التجاري لإسرائيل أن يوضحوا للحكومة الإسرائيلية أنه ستكون هناك عواقب لسياساتهم المستمرة. يبدو أن أولئك الذين يزعمون أنهم يتشاركون القيم مع إسرائيل لم يروا ما يمر به جميع الفلسطينيين.
إن حقيقة أنه لا توجد دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تدعم تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على لجنة تحقيق يمثل رسالة جديدة لإفلات إسرائيل من العقاب. التصويت السلبي البريطاني لم يفعل شيئا سوى إضافة الملح إلى الجرح، خاصة بالنظر إلى مسؤوليته التاريخية.
ليس هذا هو الوقت المناسب للدبلوماسيين لتكرار نقاط الحديث القديمة لحماية إسرائيل من أي نوع من العمل الدولي المشروع. بل إنها لحظة لمعالجة الأسباب الجذرية ولضمان المساءلة عن جميع انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان. هكذا يتحقق السلام. هذه هي الطريقة التي يتم بها تحقيق نظام عالمي قائم على القواعد. إن إفلات إسرائيل من العقاب يفعل العكس تماما.
إنهاء الاحتلال وتحقيق المساواة في الحقوق مطلبان أساسيان لسلام عادل ودائم. ولن تكون هذه عملية سهلة ولكنها الطريقة الوحيدة للمضي قدما.
ترجمة: BBC