الرئيسية / مقالات رأي / نتنياهو يواصل مساعي إفشال تشكيل حكومة لابيد

نتنياهو يواصل مساعي إفشال تشكيل حكومة لابيد

بقلم: علي أبو حبلة – صحيفة الدستور

الشرق اليوم- في محاولة أخيرة من نتنياهو قبيل احتمال نجاح مساعي يائير لابيد بتشكيل حكومة جديدة. رفض زعيم حزب (أمل جديد) جدعون ساعر اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة بدوره بثلاثية تناوب على رئاستها مع زعيم حزب “يمينا” نفتالي بينيت. وبهذا الرفض بات نتنياهو في مواجهة تحدي حقيقي يهدد مستقبله السياسي ويعرضه للسجن بتهم فساد ليلحق بركب رئيس الوزراء السابق أولمرت ، وربّما يهدد مستقبله في رئاسة حزب “الليكود” لاحقاً. فللمرّة الأولى، تتدحرج المشاورات، بشكل جدّي، إلى حافّة تشكيل حكومة بديلة، ستكون لها تداعياتها المصيرية على مستقبل نتنياهو السياسي والشخصي. تبلوَر هذا التهديد على مراحل منذ ما بعد انتخابات آذار الماضي. في المرحلة الأولى، فشل نتنياهو في مهمّة تشكيل الحكومة، لتبدأ المرحلة الثانية بعد تكليف رئيس “يوجد مستقبل”، يائير لابيد، في الخامس من أيار الفائت، وتتخلّلها عدّة مفاصل أبرزها العدوان على غزة. لم ينجح نتنياهو في تشكيل حكومة يمينية برئاسته، على رغم أن معسكر اليمين بنسخته المتطرّفة يملك أغلبية 72 عضو “كنيست”، وهو ما يشير إلى أن العامل الجوهري الذي حال دون تشكيل الحكومة، هو الانقسام داخل هذا المعسكر نفسه، وتحديداً على خلفية رفْض كلّ من رئيس “أمل جديد” غدعون ساعر، ورئيس “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى رئيس كتلة “يمينا” المتذبذب نفتالي بينت، استمرار تولّي نتنياهو رئاسة الحكومة بسبب تهم الفساد المُوجّهة إليه، علماً بأن ثمّة خلافات أخرى أيضاً ذات طابع أيديولوجي – سياسي، تتّصل بموقف “إسرائيل بيتنا” من “الحريديم” .

مع ذلك، كان بإمكان نتنياهو تشكيل حكومة لو نجح في استقطاب عضوَي “كنيست” من أيّ من الأحزاب، من أجل إيجاد أغلبية 61 عضواً تسمح له بتشكيل حكومة يمينية بمشاركة “يمينا”، الذي لن يستطيع رفض الانضمام إلى الائتلاف، والحال هذه. أيضاً، فشل نتنياهو في لعب ورقة تشكيل حكومة تستند إلى تأييد “القائمة العربية الموحّدة”، بسبب رفض كتلة “الصهيونية الدينية” الحاسم والنهائي لخيار كهذا، لكونه يؤسّس لتشكيل حكومات أخرى، وتحديداً يسارية، بالاستناد إلى قوة فلسطينيّي الـ48، مع ما يعنيه هذا الأمر من إمكان منح هؤلاء هامش تأثير كبيراً في الساحتين الحكومية والسياسية، خصوصاً في ظلّ الاختلافات المستمرّة – والمرجّح تفاقمها – بين الأحزاب اليهودية، واحتمال تحوّل الأحزاب العربية بسببها إلى قوة مُرجِّحة، علماً بأن هذه الأحزاب أقرب في تحالفاتها إلى اليسار والوسط الصهيونيَّين ما دام البديل هو حكم اليمين.

أمام هذه المستجدّات، بات سيناريو تشكيل “حكومة التغيير” وفق اتفاق التناوب بين بينت ولابيد، هو الأكثر حضوراً حتى الآن. وفي حال اكتمل هذا المسار، سيشكّل ضربة قاصمة لنتنياهو سياسياً وشخصياً. مع ذلك، يحذّر مراقبون إسرائيليون مختصّون بالشأن الحكومي والحزبي، من أن الأمر لا يزال غير واقعي، وأن من السابق لأوانه الاحتفال بسقوط نتنياهو، منبّهين إلى أنه حتى لو تمّ الإعلان عن تشكيل الحكومة، لا يزال الطريق الذي ستقطعه طويلاً وصعباً. ورأى معلّق الشؤون الحزبية في صحيفة “هآرتس”، يوسي فارتر، أن “هذه السفينة الغريبة لن تصل إلى شاطئ الأمان حتى بعد توقيع باقي الأطراف على الاتفاقيات الائتلافية، وإنما فقط في يوم أداء اليمين، وفقط عندما يُصوّت آخر أعضاء الكنيست في الجلسة العامة للكنيست، سنعرف إن كانت هناك حكومة جديدة في إسرائيل”، وهو ما يمكن أن يجري الأسبوع المقبل. ويذكر، أن الأغلبية المتوافرة حتى الآن لدعم حكومة التغيير هي 57 عضواً يمكنهم تمرير التشكيلة في حال امتناع الكتل العربية عن التصويت، و61 عضواً في حال صوّتت “القائمة العربية الموحّدة” (4 أعضاء كنيست) لصالح الحكومة، مع الإشارة إلى أنه لم يُعلَن حتى الآن الموقف الرسمي لـ “القائمة المشتركة” (6 أعضاء) التي رفض “التجمّع الوطني الديموقراطي” فيها (عضو واحد) تأييد الائتلاف العتيد. في المقابل، من شأن تحقُّق فرضية انشقاق عضوَي “كنيست” عن أيّ حزب، في اللحظة الأخيرة، لمصلحة نتنياهو، أن يعيد خلط الأوراق، لأنه سيُوفّر أغلبية 61 عضواً لرئيس الحكومة الحالي، وينزع بالتالي المبرّر من بينت لعدم الانضمام إلى ائتلاف بقيادة زعيم “الليكود” . في كل الأحوال، لا يزال نتنياهو يحاول قطع الطريق على تشكيل “حكومة التغيير”، وهو سيفعل كلّ ما يستطيع من أجل ذلك. ولذا، لا يزال الحذر سيّد الموقف، في ظلّ تحسّب لحدوث مفاجأة تعيد الأمور إلى النقطة الصفر، وتضع معسكر اليمين وبقية القوى السياسية أمام انتخابات خامسة، أو التوصّل إلى اتفاق لإعادة تشكيل حكومة يمينية. وبالنسبة إلى نتنياهو، حتى لو لن تتشكّل حكومة برئاسته، فإنه يفضّل انتخابات خامسة على حكومة برئاسة تناوبية بين بينت ولابيد.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …