بقلم: راشد بن محمد الفوزان – صحيفة “الرياض”
الشرق اليوم – هل يخشى العالم التضخم؟ وهل يخشى العالم بروز دور العملات المشفرة غير الحكومية؟ القراءة للمتغيرات الاقتصادية اليوم مع تتابع أحداث وآثار جائحة كورونا في العالم تجعلنا أمام تحديات كبرى اقتصادية، أميركا منذ بداية 2020 والجائحة وهي تضخ تيريليونات الدولارات، أوروبا تمارس نفس المسار بالضخ المالي، العملات المشفرة تتصاعد سعريا، ثم تتراجع، فهي رابحة جدا وخطرة جدا وقد تخسر كل شيء في لحظة، أسواق المال في العالم متماسكة، وتحقق مستويات لم تحققها قبل الجائحة، والسوق الأميركي مشاهد، مستويات الديون في العالم اليوم تقترب من مستويات 300 تريليون دولار وقد تتجاوزها سريعا، خطط التحفيز الاقتصادي مستمرة لمواجهة التباطؤ الاقتصادي عالميا، وأصبحت رؤوس الأموال تبحث عن الفرص الاستثمارية أين تتجه وتذهب، زخم الأسواق والعملات المشفرة طاغٍ جدا، لدرجة وصلت مرحلة كل متعامل بالعملات المشفرة أصبح من أكبر المدافعين عنها، كما فعل إيلون ماسك «تسلا» ثم تراجع عن اعتمادها عملة شراء لسيارات تسلا لأسباب الطاقة والهدر.
عملة تبحث عن «غطاء» و«مظلة» قانونية، وقد لا يأتي هذا الغطاء والمظلة، إلا بعد إصدار الدول عملاتها الخاصة، كما فعلت الصين اليوم، التي تبحث عن «بديل» دولي للدولار، وهو ما وضع أميركا على محك مهم، هل تصدر عملة مشفرة «الدولار الرقمي» قد نرى ذلك مستقبلا، ليس رغبة أميركية قد تكون، ولكنه السباق والاستباق لما يحدث في العالم اليوم من تسارع التوجه للعملات المشفرة التي أصبحت اليوم «واقعا» ولكن إلى أي مدى ستكون؟ هل ستصدر الدول تباعا عملاتها، ومعها يبدأ تراجع العملات التي تتداول اليوم؟ هل التشدد برقابة العملات المشفرة والرسوم سيحد منها ويوقف انطلاقتها؟ وقد يكون ذلك صعبا فكل دولة سيكون لها نظامها، والواضح أن العالم يمر اليوم بمخاض مهم للعملات المشفرة، بين استمرار الوضع اليوم وعملات اليوم، أو بداية خروج البنوك المركزية بإصدار عملاتها الرقمية، وبداية مرحلة جديدة، وهو الأقرب.
أما التحفيز المالي فهو دعم أسواق المال وأوجد سيولة كبيرة، مع تقليص سعر الفائدة وعدم وجود «نية» على المدى القصير على الأقل والمتوسط لرفع سعر الفائدة، وأيضا تقلص فرص الاستثمار في العالم في ظل جائحة كورونا، ونشوء تجارة أخرى أتت نتيجة ما أحدثته كورونا، من التجارة الإلكترونية ومن بعد وغيرها الكثير، أسواق المال حين تحلق أسعارها لمستويات كبيرة، فهي تحتاج بنفس الوقت إلى نتائج مالية تبرر هذه الارتفاعات في النهاية، فالأسواق لا تستمر بالصعود بلا نهاية ما لم يكن هناك قوائم مالية تبرر ذلك في النهاية.