الرئيسية / مقالات رأي / البيتكوين وأخواتها!

البيتكوين وأخواتها!

بقلم: عبدالعزيز بن سند السند – صحيفة “الرياض”

الشرق اليوم – في مقالين سابقين الأول كان “خازن البيتكوين” والآخر “العُملات المُشفرة بين التكوين والحاجة”، تعرضُت فيهما إلى تطور النظام المالي والنقدي تحديداً، وعن تكوين العُملات المُشفرة، وحاجتنا لها.
في الأسطر القادمة، ستكون عن أنواع هذه العُملات، حيث سنجد أن هذه العُملات مُتعددة الأنواع من حيث الاستخدام ومن حيث آلية الإصدار، فهناك أكثر من سبعة آلاف عُملة حول العالم، اندثر منها قُرابة ألفي عُملة، هذا الاندثار يعني خسارة المستثمرين لمدخراتهم وأصولهم.
العُملات المُشفرة لها عِدّة استخدامات كما يُريد أن يقول مُصدِرّيها، فالبعض منها تُقدم حلولاً للمدفوعات، ويتم تقديمها كعملات بديلة أو منافسة للعُملات التقليدية ومنها Bitcoin وEthereum، كما تجدر الإشارة إلى بعض البنوك المركزية في الصين والسويد قاموا بإصدار عملات رقمية مثل (اليوان الصيني الرقمي)، وهي نسخة مُشفرة رقمية من النقود الورقية.
من جهة، يوجد نوع آخر يُسمى بالعُملات المُستقرة مثل Tether، وتكون -غالباً- مرتبطة بأصل أساسي مثل الدولار الأميركي، وهي مُصممة للحفاظ على استقرار سعر السوق بالنسبة للأصول المرتبطة به، كما يوجد نوع يُصدر كعُملات خاصة، وتكون هوية المتداولين فيه مجهولة، والمخاطر عالية جداً، من جهة أخرى، بعض المشاريع للشركات الناشئة تسعى للحصول على تمويل لمشاريعها من خلال ما يُسمى برموز المنفعة، حيث تقوم بعض منصات تداول العُملات وبعد الإطلاع على جدوى ومصداقية هذه المشاريع، بجمع وتمويل هذه المشاريع، من خلال أعضاء المنصة فقط.
تلك كانت أبرز العملات من حيث الاستخدام، أما أنواعها من حيث الإصدار وجمع الأموال فيمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع رئيسة، نوع يسمى بالعرض الأولّي للعُملة (Initial Coin Offering)، وهذا النوع لا تحكُمه قوانين أو تنظيمات، وتكون أغلبية العُملات المُصدرة بهذه الطريقة وهّمية، حيث لا تتطلب سوى بِضع وريقات (White Paper) توضح الجوانب التقنية للعُملة أو الخدمة التي يتم تقديمها، وعادةً يكون بهدف تسويقها قبل البيع، حيث يُمكن جمع رؤوس الأموال دون رقابة، والمُكتتبون فيها يكونون دائماً مجهولّي الهوية، كما أن هذه العُملات لا يمكن وضعها على منصات تداول معروفة.
النوع الثاني يُسمى بالعرض التبادل الأولي (initial Exchange Offering)، وخلاله تُمكن مشاريع التشفير من جمع رأس المال من المستثمرين مُباشرة من خلال منصات تبادل العُملات الافتراضية مثل منصة Binance، هذه المنصات -عادة- تكون متوافقة مع قوانين (بازل)، كما أن الاكتتاب لعُملة جديدة يكون لعملاء المنصة فقط، ولا يمكن لمن هم خارجها من الاكتتاب.
النوع الثالث هو عرض الرمز الآمن (Security Token Offering)، وتكون الرموز مرتبطة بأصل كذهب أو غيره، وتلزمها نشرة إصدار، حيث إنها أقرب لتكون شبيهة بعقد استثمار، مثلما تعرفه هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (Securities and Exchange Commission)، كما يحتوي على جميع سِمات الأوراق المالية، حيث إنه أداة مالية قابلة للاستبدال، هذا النوع تحديداً يخضع إلى ما يسمى باختبار (Howey) وذلك بغرض التأكد من استيفائه بعض الشروط، وأهمها الشفافية، كما يوجد لها أسواق مُعتمدة في سنغافورة، وبريطانيا وسويسرا.
ختاماً، لا شك أن هناك تحولا كبيرا سيشهده القطاع المالي عالمياً بدخول تقنية التشفير، وسلسة الكُتل Blockchain، هذا التحوّل سيُسهم ويهدف إلى تحريك وتعجّيل حركة التجارة العالمية، واستقطاب استثمارات جديدة واعِدة، كما أرجو أن يتم رفع مستوى الوعّي للُتجار والصِناعييّن ورواد الأعمال والأكاديميين والطلاب بتقنية التشفير وسلسة الكُتل.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …