بقلم: عبداللطيف الزبيدي – صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – هل دقّت ساعة العمل الكمومي؟ فيزياء الكوانتوم تتقدم بسرعات على الخيال أن يتدبّر أجنحة جديدة، لاستيعاب التحولات.
ما يودِّعه الإنسان قبيل نومه، ليس هو ما يفاجئه عند الاستيقاظ. قد يغدو الحاسوب الكمومي عادياً بعد عدد معدود من السنين. طيف الانتقال الآني يتراءى ولو من بعيد.
انتقال المادة من نقطة إلى أخرى من دون عبور حيز مادي، ليس جديداً كموضوع بحوث علمية؛ إذ يعود الحلم إلى العقد الثالث من القرن الماضي. بعد قرابة تسعين عاماً من ذلك التاريخ، استطاع الفيزيائيون نقل فوتون ضوء انتقالاً ذاتياً من دون وساطة مادية. كان ذلك حدثاً لا نظير له ولا سابقة. عمل خارق من حيث أن كل مادة الكون طاقة، فإذا نجح الإنسان في نقل الفوتون، فالمسألة مسألة وقت، فسوف ينجح في نقل الجبل. لا تهم الدقيقة ولا القرن ولا الألفية.
أينشتاين لم تكن تدخل دماغه فكرة التشابك الكمومي، كان يسمّيه بسخرية «العلاقة الشبحيّة من بعيد». معنى ذلك أنه إذا حدثت صلة بين جُسيمين ما دون الذرّة، فإن ما يجري لأحدهما يجري للآخر ما يقابله في اللحظة نفسها حتى ولو فصلتهما مسافات نجومية.
عبقري الفيزياء كان يرفض ذلك من منطلق ألا شيء يستطيع تجاوز سرعة الضوء، بينما تقول نظرية التشابك الكمومي، إن ذلك يحدث في اللحظة نفسها حتى ولو كانت المسافة قُطر الكون. إذا كان أحد الجسيمين أزرق، والآخر أحمر، فسوف يصير الأزرق أحمر إذا صار الأحمر أزرق، وهكذا.
قبل بضعة أشهر كتب القلم عن نقل الفوتون كحدث تاريخي سيغيّر تاريخ البشرية. ما بالعهد من قدم، فقد استطاع فريق علمي صيني نقل خمسة عشر مليار ذرّة بطريقة الانتقال الآني الذاتي استخدموا فيها طائرتين مسيّرتين.
قد يلوح الرقم كبيراً لاستخدام المليار، لكن وزن الذرّة أو كتلتها التقريبية، «ناقص مليار مليار مليار» من الكيلوجرام.
لتبسيط المسألة، جنابك تقسم الجرام على «مليون مليار مليار»، أو على «تريليون تريليون»، ما تحصل عليه هو كتلة الذرّة، لكن الإنجاز الكمومي على ظاهره الضئيل، سيغيّر كل شيء في إدراك الدماغ للأشياء، للحياة، للكون.
لزوم ما يلزم: النتيجة المستقبلية: عندما يكون الحاضر هكذا، أفلا يستحق الآتي استعدادات قصوى في التأهب العلمي؟