الشرق اليوم- كثيرة هي الأيام العالمية التي اقترن اسمها بمناسبة أو مشكلة حدد لها يوم على الرزنامة الدولية لتسليط الضوء عليها والحديث عن جهود معالجتها واستنهاض الهمم لإراحة المجتمع منها أو الاحتفاء بها، وهذه المناسبات التي كان وراء كل منها قصة، بذلت جهود جبارة بين أروقة القاعات الأممية ليصار إلى إقرارها بالإجماع لتنضم إلى مثيلاتها من الأيام التي تشهد فعاليات لتذكير المجتمع بها، وحثه على لعب دور فاعل في الجهود المبذولة للإنارة عليها.
بالأمس اعتمدت جمعية الصحة العالمية في دورتها الرابعة والسبعين 27 مايو يوماً عالمياً رسمياً “للأمراض المدارية المهملة” وقررت إضافته إلى التقويم الرسمي للفعاليات العالمية لمنظمة الصحة العالمية في انتصار جديد للدبلوماسية الإماراتية التي تصدرت الجهود المبذولة لضمان الاعتراف الرسمي باليوم بعد أن اقترحته بالتعاون مع عُمان والبرازيل، وليأتي بذلك الدور الريادي الذي بذله ديوان ولي عهد أبوظبي في بناء الشراكات ودعم المبادرات المخصصة لليوم كله، ويؤكد إنسانية الإمارات التي لم تكتف بإدارة دفة القضاء على هذه الأمراض ومدِّ يد المساعدة للمجتمعات المتضررة منها بمبادرات حملت عنوان العطاء والخير للجميع، بل حركت قضيتها بين أروقة جمعية الصحة العالمية، وأخذت على عاتقها حشد الجهود الدولية لإراحة البشرية من “أمراض” لم تعد مهملة بفضل دولة اختارت الانحياز إلى الإنسان والمضي قدماً في كل ما يعود بالفائدة عليه.
هذه الأمراض التي تؤثر في أكثر من 1.7 مليار شخص، أغلبهم من الذين يعيشون في فقر مدقع، وفي المجتمعات النائية، ويفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة، التفتت الإمارات إلى معاناتهم مبكراً حين قرر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة دعم جهود مبادرة “بلوغ الميل الأخير” التي تضم مجموعة من البرامج الصحية العالمية الهادفة إلى القضاء على الأمراض، وساهمت عطاءات سموه في إحراز تقدم كبير في جهود مكافحة الأمراض المدارية المهملة خلال السنوات القليلة الماضية، وإنقاذ مئات الملايين من الأشخاص من هذه الأمراض الموهنة.
هذا الانتصار الجديد للدبلوماسية الإماراتية ينضم للانتصارات السابقة التي حققتها “دار زايد” في المحافل الدولية، والتي منها إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 16 نوفمبر يوماً عالمياً للتسامح، فضلاً عن فوز الدولة بحق استضافة العديد من المقار الدولية وتنظيم أحداث عالمية، ما يؤكد الدور الفاعل الذي تلعبه وزارة الخارجية والتعاون الدولي على الصعيد العالمي، حيث وضعت توقيع الدولة على أبرز الفعاليات الدولية.
المصدر: صحيفة الخليج