بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – نقلة نوعية حلت على كل مناحي حياة الناس، بعد أن استعاد العالم عافيته تدريجياً من وباء «كورونا» مع تحصين عدد لا بأس به من سكان العالم من الفيروس، حيث يتنفس العالم الحرية بعد أشهر من القيود، لتعود الحركة إلى دورانها، والأسواق والمطاعم إلى ضجيجها، والمدارس والجامعات إلى صخبها، والتجمعات والفعاليات الثقافية والاقتصادية والرياضية، وذلك في ظل ذكاء التخطيط، واتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة، حيث بدأت الأحلام الكبيرة في مستقبل مشرق للبشرية تكبر يوماً بعد يوم، تنزاح فيه غمامة الحزن، التي أثقلت كاهل البشرية على مدار أكثر من سنة في ظل الغموض حول الوباء، لكن الوضوح في شأنه يغذّي الأمل في عودة الحياة الطبيعية إلى كل العالم دون استثناء عاجلاً وليس آجلاً.
«كورونا» لن يستطيع أن يهزم البشرية، التي تعرضت في تاريخها للأشد، والأعنف، فقد تعلمت الدول الكثير من الدروس من تجاربها السابقة في مواجهة الوباء، وأهم هذه الدروس هو ضرورة أن تكون الشعوب والمجتمعات في مقدمة المتصدين للوباء، لا سيما أن الإغلاق تسبب في خسائر كبيرة، كان يمكن تفاديها لو تم فهم مسار الوباء، يجب أن تبدأ عملية التَّعامل مع فيروس موجود كل يوم، فالبشرية حريصة على تقوية مسارات الوعي الإنساني العالمي، وتأطير فلسفة النجاح، بالتنفيذ الرصين لما تتخذه الحكومات من قرارات، وخطوات احترازية، والالتزام التام بما تصدره الجهات الصحية من إرشادات ونصائح في كيفية التعامل مع الوسط المجتمعي، لا سيما أن طول مدة الوباء أسهم في معرفة الكثير عن هذا الفيروس، وسلوكه المرضي وطريقة انتقاله.
ولا شك في أن تعاظم الأمل في النفوس سيسهم في دحر الوباء تدريجياً، لتبقى المعركة الكبرى تنتظر البشرية في مرحلة ما بعد «كورونا»، وهي تحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي، بعد التعافي الصحي.