الشرق اليوم- تظهر استطلاعات رأي حكومية وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي أن الإيرانيين محبطون وساخطون على حكامهم، وسط تصاعد دعوات لمقاطعة الانتخابات المقررة الشهر المقبل، لإيمانهم بأنها لن تغير شيئا.
قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر إجراؤها في 18 يونيو، كانت هناك مؤشرات قليلة على أن الإيرانيين متحمسون بشأن التصويت.
وقال تقرير نشره موقع راديو “فاردا” إنه بالنسبة للعديد من الإيرانيين فإن التصويت في الانتخابات يعد اختيارا بين السيئ أو الأسوأ.
يرى كثير من الإيرانيين أن الانتخابات في بلادهم مقيدة بشكل كبير، حيث التيار المتشدد في مجلس صيانة الدستور، الذي يسيطر عليه المرشد الإيراني علي خامنئي ويعين أعضاءه، المرشحين مسبقا.
ويعتقد هؤلاء أن مقاطعة الانتخابات هي الخيار الوحيد لأن المسؤولين المنتخبين لا يمتلكون الصلاحيات الكافية للتغيير كما أنهم فشلوا في السابق في تحقيق وعودهم.
وتشير استطلاعات الرأي والنقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وجود قائمة طويلة من المظالم ساعدت في نمو مناخ المقاطعة للعملية الانتخابية في إيران.
ويلفت تقرير راديو “فاردا” إلى أن كثيرا من الإيرانيين مستاؤون من الاقتصاد المتعثر الذي سحقته العقوبات الأميركية المستمرة، بالإضافة إلى أنهم غاضبون من القمع الذي مارسته السلطات خلال احتجاجات عام 2019، فضلا عن انتشار الفقر والفساد والمحسوبية.
ويُنظر إلى العديد من السياسيين على أنهم غير أكفاء، فضلا عن وجود إحباط من سوء تعامل السلطات مع جائحة كورونا والبطء الحاصل في حملات التطعيم ضد الفيروس.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية، التي جرت قبل عامين، الأدنى في تاريخ إيران، حيث لم تتجاوز 43 في المئة، الأمر الذي أثار قلق زعماء البلاد الذين كانوا يتفاخرون في السابق بنسب المشاركة المرتفعة في الانتخابات، وكيف أنها تضفي الشرعية على النظام الحاكم.
وتشير استطلاعات رأي رسمية أجرتها مؤسسات تابعة للسلطة، إلى أن الإقبال على الانتخابات الرئاسية قد يصل إلى مستوى متدنٍ جديد.
وخلص استطلاع، أجرته وكالة أنباء الطلبة الحكومية، إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة تقدر بنحو 40 في المئة فقط وهي الأدنى في إيران منذ قيام الجمهورية الاسلامية في عام 1979.
وأظهر استطلاع آخر أجراه التلفزيون الذي تسيطر عليه الدولة، في أوائل مايو، أن 51 في المئة من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم لا يخططون للتصويت، مقارنة بـ 30 في المئة أكدوا أنهم سيدلون بأصواتهم.
يذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في إيران عام 2017 بلغت 73 في المئة، إذ قال كثيرون، في حينها، إنهم صوتوا لصالح الرئيس الحالي المعتدل حسن روحاني، من أجل منع رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي من الفوز.
وتجرى الانتخابات لاختيار خلف لروحاني الذي يتولى منصبه منذ 2013، ولا يحق له دستوريا الترشح لولاية ثالثة متتالية.
وأصبح رئيسي واحدا من أقوى الشخصيات في إيران، ومن المرشحين لخلافة خامنئي منذ تكليفه برئاسة السلطة القضائية في 2019.
المصدر: الحرة