BY: Antonia Noori Farzan
الشرق اليوم – يوم السبت الماضي أعلنت وسائل الإعلام الصينية أن الصين نجحت في إنزال مركبة فضائية على سطح المريخ لأول مرة، ما يمثل انتصاراً كبيراً آخر لبرنامج الفضاء الطموح في البلاد الذي يهدف إلى منافسة وكالة «ناسا» الأميركية.
تنضم الصين الآن إلى الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الأخرى الوحيدة التي نجحت في إنزال وتشغيل مركبات على سطح المريخ، وأشاد الرئيس الصيني شي جين بينج بهذا الإنجاز «المتميز». وقال «لقد كنتم شجعاناً بما يكفي لمواجهة التحدي، واصلتم التميز ووضعتم بلادنا في المراتب المتقدمة لاستكشاف الفضاء». لافتاً إلى أن «البلد والشعب سيتذكران دائماً إنجازاتكم البارزة».
كانت مركبة الفضاء «تيانون -1»، التي انطلقت من مقاطعة هاينان الصينية في يوليو 2020، تدور حول كوكب المريخ منذ فبراير الماضي، بينما تبحث عن مواقع هبوط محتملة. في وقت مبكر من يوم السبت، أطلقت كبسولة دخول تحتوي على مسبار ومركبة بدأت بالهبوط عبر الغلاف الجوي للمريخ، وفقاً لوكالة أنباء شينخوا الصينية.
وقد هبط المسبار «تيانون-1» بأمان في منطقة الهبوط المحددة مسبقاً في الجزء الجنوبي من «يوتوفيا بلانيتيا»، وهو سهل شاسع في نصف الكرة الشمالي من المريخ في الساعة 7:18 صباحاً بتوقيت بكين (7:18 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، على الرغم من أن وحدات التحكم الأرضية استغرقت نحو ساعة لتحديد أن المهمة حققت نجاحاً، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الحكومية. أثناء الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر الغلاف الجوي للمريخ، كان على المركبة أن تعمل بشكل مستقل، ولا يمكن إرسال الإشارات مرة أخرى إلى التحكم الأرضي حتى هبطت المركبة الروبوتية وفتحت ألواحها الشمسية والهوائي الخاص بها.
وأوضحت وكالة الفضاء أن وحدة الهبوط في «تيانون -1» فتحت فور وصولها إلى الغلاف الجوي للكوكب الأحمر مظلة للشروع في هبوط محفوف بالمخاطر استمر دقائق عدة. واستقرت الوحدة بعد ذلك على ارتفاع 100 متر فوق السطح لتحديد العوائق، ثم هبطت.
ويرى المحلل «تشين لان» من موقع «جو تايكونوتس» المتخصص في برنامج الفضاء الصيني إن المسبار نفذ مناورة «للهبوط بمفرده». وأوضح أن «أحداً على الأرض لن يتمكن من المساعدة إذا حصلت مشكلة ما».
بينما سبق أن قامت الصين بإنزال مركبة على سطح القمر – تضم أول مسبار يهبط على الجانب البعيد من القمر في يناير 2019 – تمثل مهمة المريخ إنجازاً كبيراً وتوضح استثمارات بكين الضخمة في برنامجها الفضائي. يذكر أن الولايات المتحدة نجحت في القيام بتسع عمليات هبوط ناجحة فقط على كوكب المريخ على مدار أكثر من أربعة عقود، بينما قام الاتحاد السوفييتي بإنزال مسبار على الكوكب في عام 1971 لكنه فقد الاتصال على الفور.
ستقضي المركبة الجوالة الأشهر الثلاثة المقبلة في دراسة سطح المريخ بحثاً عن علامات على وجود ماء أو جليد يمكن أن تشير إلى قدرة الكوكب على الحفاظ على الحياة. وكانت بعثة المسبار التابعة لوكالة ناسا قد هبطت على الكوكب الأحمر في فبراير، لتبحث أيضا ًعن دليل على وجود حياة على المريخ.
وبعث «توماس زوربوشن»، المدير المساعد لمديرية المهمات العلمية في ناسا، عبر تويتر برسالة تهنئة إلى فريق «تيانوين – 1»، قال فيها «جنباً إلى جنب مع المجتمع العلمي العالمي، أتطلع إلى المساهمات المهمة التي ستقدمها هذه المهمة لفهم البشرية للكوكب الأحمر».
ولدى الصين طموحات تريد تحقيقها ضمن برنامجها الفضائي المزدهر: إنشاء محطتها الفضائية الخاصة التي ستستمر في العمل بعد تفكيك محطة الفضاء الدولية، والشراكة مع روسيا لبناء قاعدة قمرية.
يأتي الهبوط الناجح على المريخ بعد أيام قليلة من مواجهة إدارة الفضاء الوطنية الصينية لانتقادات لسماحها لصاروخ ضخم بالسقوط على الأرض في مسار غير متحكم فيه.