BY: Jonathan Freedland
الشرق اليوم – إنّ الوضع لن يعود إلى ما كان عليه سابقاً بعد انتهاء العنف الحالي بين إسرائيل وقطاع غزة.
فالوضع قد يكون مختلفاً بعض الشيء هذه المرة، وعلى الرغم من أن هناك علامة على ذلك، لكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون مشجعة. وإذا كان هناك أي شيء، فإنه يشير إلى أن هذه الحلقة الحالية قد تكون أسوأ.
فمن المتوقع اندلاع “عنف طائفي في المدن المختلطة في إسرائيل، ووضع المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل ضد بعضهم البعض في الشوارع حيث عاشوا جنباً إلى جنب على مدى عقود”.
هذا العنف مقلق، الجار ضد جاره. الأمر يتعلق بمحاولة قتل رجل عربي في بات يام، تم جره من داخل سيارة ليتم ضربه وركله؛ إنه يتعلق بإحراق ما لا يقل عن خمسة معابد يهودية في اللد. تلك المشاهد “صدمت العديد من الإسرائيليين اليهود الذين قالوا لأنفسهم منذ فترة طويلة أن مواطنيهم العرب ليسوا مثل الفلسطينيين الآخرين، وأنهم لا يتمتعون بنفس الإحساس العميق بالهوية الوطنية”.
كيف توقع اليهود الإسرائيليون بالضبط أن يتفاعل العرب، ومعظمهم من المسلمين، على التحركات في القدس وأماكنها المقدسة؟ وما الذي اعتقدوا أنه سيحدث، بالنظر إلى إقرار بنيامين نتنياهو، في عام 2018، في ما يتعلق بقانون الدولة القومية، والذي نص على أن اليهود فقط هم من لهم الحق في تقرير المصير في إسرائيل، والذي جرد اللغة العربية من مكانتها الرسمية؟
من السهل نسيان الضفة الغربية بنظاميها القانونيين – أحدهما لليهود والآخر للفلسطينيين. ومن السهل نسيان غزة، بعد 14 عاماً من الاختناق بالإغلاق والحصار أو حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، حيث يمكن لليهود استعادة الممتلكات التي كانت مملوكة قبل عام 1948 لكن الفلسطينيين محرومون من نفس الحق. من السهل نسيان 54 عاماً من الاحتلال.
إلا أنّ الأشخاص الوحيدين الذين لا يستطيعون النسيان فهم “أولئك الذين يعيشون مع كل هذا كل يوم، أي الفلسطينيين”.
وإذا تم عكس الأدوار، فلن يستطيع اليهود الإسرائيليون التحمل أيضاً. لهذا السبب تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، عن حقيقة عميقة عندما قال إنه لو ولد فلسطينياً، لم يكن يشك في أنه كان سيصبح مقاتلاً.
أريد بشدة أن ينتهي العنف الحالي. أتوق إلى كلمة لوقف إطلاق النار. لكن لا يمكنني أن أتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها. لأن الطبيعي هو ما أوصلنا إلى هنا – وهو ما يستمر في إعادتنا إلى هنا مرة تلو الأخرى.
ترجمة: BBC