بقلم: محمد يوسف – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضت وبشكل قاطع أن تتخلى عن الملكية الفكرية للقاح كورونا.
وضعنا نقطة، ولم نضع علامة تعجب، فهذا ما كان متوقعاً، وما قلته طوال الأيام الماضية، الغرب حينما بحث وطور واكتشف وأنتج اللقاحات كان يستهدف الربح المادي فقط، ولم يكن للجانب الإنساني أي دخل، هو ليس هدفاً، وليس غاية.
وحتى لا ينظر إليها باستغراب، ولا تتهم بالعنصرية، أو أي تعبير من تلك التعابير التي يحبون أن يصفوا بها قيادات ودول بعيدة عنهم، فهم أصحاب الشعارات ومراكز المنظمات والمانحين، حتى لا يحدث ذلك ناشدت الولايات المتحدة أن تخفف إجراءات تصدير اللقاحات، وأجبرت الاتحاد الأوروبي ومفوضيته على توقيع صفقة مع «بيونتيك» على تزويد أوروبا لقاحها حتى نهاية عام 2023، وبكمية تجعل تلك الشركة وشريكتها الأمريكية «فايزر» في القمة لسنوات.
1.8 مليار جرعة حجم الصفقة الأوروبية مع «بيونتيك» الألمانية، هذه هي المعادلة، ومن لم يفهم كلامي في الأيام الماضية فلينظر إلى موقف «ميركل» وصفقة المفوضية الأوروبية، وسيكتشف أن استمرار تفشي كورونا في العالم، وزيادة عدد الإصابات والوفيات، وظهور أنواع «متحورة» من الفيروس، والعجز في إمدادات المنتجين للقاحات، هذه كلها لعبة غربية الهدف منها السيطرة على سوق جديد انفتح لشركاتهم قد يدر مئات المليارات، ومن أجل تلك المليارات تظهر حقيقة بعض المخادعين الذين كانوا يتحدثون عن حقوق الإنسان والجرائم ضد البشرية، ويحاسبون الدول الصغيرة والضعيفة.
منع اللقاحات عن دول العالم فعل «يرتقي إلى مستوى الجريمة ضد البشرية»، ذلك شعارهم الذي يرددونه دوماً نستعيره بعد أن رفضوا مشاركة الآخرين في اللقاحات التي ينتجونها، مع استثناء من يدفعون.