بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – لا شك أنه في المحن تظهر المِنح، فالفاجعة التي تشهدها الهند بسبب تفشي وباء كورونا وانهيار الوضع الصحي، أظهر معدن دول العالم التي هبت بكل قوة لنجدة هذا البلد إدراكاً لمسؤولياتها الأخلاقية، حيث يستمد العالم القوة من الخير الذي يتجمع في الأوقات العصيبة في سياق اتحاد مجتمعات ذات معتقدات وتقاليد مختلفة في ظل مشترك الإنسانية ومؤتلفها القيمي باعتبارها الرابطة الأقوى التي تضمن لها مساحات الأمان.
من مفردات الحياة التكامل والتكافل، وغيرها الكثير من مظان الحياة الحقيقية، فبالاتحاد يمكن للجميع هزيمة هذا الفيروس، إنها مرحلة عصيبة وفترة امتحان عسير بالنسبة للعالم والإنسانية جمعاء، بقويِّها وضعيفها، فالجهود الفردية من أجل التصدي له لن تكون كافية بل تحتاج إلى التضامن والإرادة المشتركة لاجتياز هذه الأزمة معاً.
وغني عن القول أنه لا مجال للتردد واللامبالاة والاستخفاف، فالدرس الأول الذي يجب أن يتعلمه الإنسان من هذه الكارثة الكونية هي أننا جميعاً مؤتمنون على سلامة هذا الكون وأن البشرية في قارب واحد، فتكاتف الجميع هو الأهم والأساس في نجاح ما اتخذ من قرارات وإجراءات والأزمة لا تحتمل التساهل مع الإشاعات والأكاذيب والمعلومات الخاطئة.
لا أحد ينكر المجهودات التي تبذلها دول العالم لاحتواء الفيروس، ولكن الوباء لا يميز غنياً عن فقير، ولا بين دولة متقدمة وأخرى تنتمي إلى دول الجنوب، فالوباء ينتشر بسرعة في الدول التي تشهد انهياراً في المجال الصحي ما يستدعي هبة دولية لمحاصرة الوباء، فكلما كان التقاعس في المساعدة كان الوباء أشد فتكاً، فإذا ظهر فيروس الانعزال والعنصرية فسوف تكون أضراره غير محدودة، لذلك فلا خيار إلا الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية كحائط الصد الأول عن الأوبئة في العالم.