بقلم: توم بيك – اندبندنت عربية
الشرق اليوم- لقد علمنا أن رقم الهاتف الخاص برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كان متاحاً للجميع عبر الإنترنت لمدة 15 عاماً. حسناً، نقول كان متاحاً للجميع. في الواقع، كان في أسفل بيان صحافي تم إصداره عندما كان جونسون وزير الظل للتعليم العالي. وإذا كان الروس يقرؤون حقاً البيانات الصحافية التي يصدرها وزراء الظل للتعليم العالي، فإن أي معلومات سرية يحصلون عليها، لا يمكن لأحد أن ينكر أنهم يستحقونها.
ستكون هذه الأخبار بمثابة صدمة كبيرة لأجهزة المخابرات البريطانية، التي يشتبه في قيامها على مدى عقود بتجنيد وزراء الظل الصغار واستخدام بياناتهم الصحافية لإرسال رسائل مؤمنة إلى العملاء في الميدان، انطلاقاً من معرفة أكيدة بأنه لن يقرؤها أحد. قد يبدو هذا مستبعداً جداً، ولكن ببساطة لا توجد تفسيرات أخرى معقولة لريتشارد بورغون (وزير الظل السابق لشؤون العدل).
بطبيعة الحال، نتوجه بمشاعرنا ودعواتنا لرئيس الوزراء في هذا الوقت العصيب. لا يمكن أن يكون الأمر سهلاً، أن يجلس على مرحاضه الذهبي، محاطاً بخلفية ذهبية من جميع الجوانب، ويشاهد هاتفاً يضيء مثل عجلة كاثرين في ليلة الألعاب النارية، حيث تتم إضافته إلى 40 في المئة على الأقل من مجموعات “واتساب” في البلاد والمخصصة للضحك فقط، قبل أن يدرك المسؤولون عن تلك المجموعات فوراً أن إنشاء مجموعة أخرى من دونه أصعب من إزالته ببساطة.
لكن المشاعر والدعوات الأصدق ينبغي أن تذهب بالتأكيد إلى كل هؤلاء العملاء الأجانب المساكين، الذين نعرف الآن أنهم أجبروا على مراقبة هاتف بوريس جونسون طوال نحو عقدين من الزمن. عندما سقط الاتحاد السوفيتي في عام 1991، كان عدد قليل نسبياً من عملاء “كي جي بي”، بمن فيهم فلاديمير بوتين، يملكون بضع ساعات فقط لتمزيق جميع الوثائق المتعلقة بدولة قومية بأكملها.
لكن حتى هذا ليس كثيراً بالمقارنة مع عبء العمل الهائل المطلوب لمراقبة التدفق غير المتناهي لمعلومات “الكومبرومات” (التي يمكن استخدماها في الابتزاز) على هاتف جونسون على مدى 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع لمدة 15 عاماً.
وإذا تم الكشف يوماً عن الملفات، فمن المحتمل أن نكتشف أن مراقبة هاتف بوريس جونسون تمت بنفس الطريقة التي تم بها تنظيف سقف محطة تشيرنوبيل النووية، أي عن طريق مناوبات لا تستغرق أكثر من 30 ثانية خوفاً من التعرض إلى المستويات غير المسبوقة للنشاط الإشعاعي.
هذا بالإضافة إلى الجزء من الثانية الذي لديه لتسجيل رقم آخر غير معروف يسأل بصفة مبدئية “هل هذا أنت أبي؟” قبل نقله إلى القائمة المحظورة مع الآخرين.
ومع ذلك، فإن هذا يفسر بعض السلوكيات غير المنتظمة لرئيس الوزراء. كان البعض منا يعتقد، على سبيل المثال، أنه عندما يقدم إحاطة موجزة إلى أمة مذعورة حول مستجدات جائحة مميتة، ولا يستطيع منع نفسه من استخدام كلمات مثل “المثابرة،” فإن ذلك ببساطة هو ما يقوم به النرجسيون باهظو التعليم والمتقوقعون على ذواتهم.
إننا نعلم الآن أن عباءة ذكائه القائمة على قاموس المرادفات هي في الواقع جزء من برنامج مدرسي لترميز التشفير، والذي يمكنه حجز درس تكنولوجي فيه متى ما أراد، من دون السماح لـكي جي بي بالدخول عليه.
بالطبع، لقد تم إخبارنا بالفعل أن حقيقة كون رقم بوريس جونسون متاحاً على الإنترنت لمدة 15 عاماً، تعني أنه لم يعد غير لائق إطلاقاً رفضه تغيير رقمه عندما أصبح رئيساً للوزراء. هذا يعني أن أي أصحاب مصالح خاصة حصلوا على رقمه قبل عقد من الزمن أصبحوا الآن أحراراً في الضغط عليه بالكامل خارج القنوات الرسمية، وهو ما يبدوا أنهم يفعلونه.
الآن، على ما يبدو، قد تكون ممرضة أرسلت له حقاً رسالة نصية تطلب فيه زيادة راتبها (ممرضة لديها اهتمام شديد بسياسة تعليم الظل في عام 2006 تقريباً). لذلك فإنه إذا أراد جيمس دايسون، هو الآخر، الحصول على بعض الترتيبات الضريبية المواتية في ما يتعلق بأجهزة تنفس صناعية لن يصنعها، فلا بأس بذلك.
بطبيعة الحال، لا بد أن الاكتشافات قد أرعبت خبراء التكنولوجيا في الحكومة، ومن شبه المؤكد أن عمليات مكثفة جارية بالفعل لمحاولة جمع المعلومات حول من كان يعرف ماذا ومتى، لكنهم لا ينبغي عليهم الاكتراث حقاً.
في وقت كتابة هذا التقرير، لا يعرف الناس سوى خمس علاقات لرئيس الوزراء خارج الزواج. بالتأكيد، لن يكون هناك دليل أقوى من هذا على أن معظم أسراره تظل آمنة