بقلم: إبراهيم العمار – صحيفة “الرياض”
الشرق اليوم – نسأل الله ألا نرى أي حرب نووية، لكن لا يملك المرء إلا أن يتساءل أحيانا عن أسلحة بهذا الأثر العظيم من الدمار، ماذا ستفعل لو انفجرت؟ من توقعات العلماء ومما رأيناه من قبل فإن التالي متوقع:
بعد قرابة 20 دقيقة من الانفجار يسقط مطر أسود، كأن الغيوم تمطر نفطا، وكل قطرة شديدة التشبع بالإشعاع النووي، أشد 100 مرة من مركز الانفجار، وسيبقى لأجلٍ غير مسمى، حتى إن المطر الأسود الذي نزل بعد انفجار هيروشيما ما يزال بعض أثره باقيا إلى اليوم.
شحنة الكهرومغناطيسية ستطفئ الكهرباء في أقاليم شاسعة وربما في كامل الدولة المضروبة، وهذا يعني أن الدنيا ستظلم، وستتعفن المأكولات في الثلاجات، وستتعطل محطات التحلية، وستُمحى بيانات الحواسيب، وستحتاج الدولة ما لا يقل عن 6 أشهر لتسترجع كهربائها.
لو كانت الانفجارات كثيرة ومتبادلة بين دولتين فستظهر جبال من السحب السوداء، تصعد لأعلى طبقات الغلاف الجوي ثم تحجب الشمس عن كوكب الأرض كاملا، ولن نرى الشمس قرابة 30 سنة، وبما أن الشمس غابت فإن الأرض ستبرد بقوة، وستبيد فصائل كاملة من الحيوانات والنباتات والتي -بما أنها تحتاج الشمس- لن تنمو، وستختفي المحاصيل الغذائية بشكل شبه تام، وأما طبقة الأوزون فستُقصم، مما يعرض الأرض لجرعات قاتلة من الأشعة فوق البنفسجية.
كل هذا يعني هلاك مليارات البشر، والناجون سيحملون الإشعاع النووي في عظامهم، وسيكون الوباء الجديد ليس كورونا ولا الجدري ولا الطاعون بل السرطان. ولكن لن تفنى البشرية، سننجو. الإنسان كائن قوي التكيف ويتوقع علماء أن الغالبية الساحقة من البشر ستفنى، ولكن ستبقى بقية جلدة صابرة تُكمل مسار الحياة البشرية، وطعامها الوحيد الآمن في البداية سيكون الطعام المعلّب، نعم، سيعيشون، ولكن في كوكبٍ هو أشبه بالجحيم من الأرض، يحتاج عشرات السنين ليتعافى فعلا.
يحق لنا أن نسأل: هل سيشعرون أنهم محظوظون؟