بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – مما لا شك فيه أن اللعبة القذرة على ليبيا قد انتهت، وقد بدأت البلاد تشق طريقها للتحرر من عصابات الإجرام والحرص على تطهير البلاد بالكامل من رجس الإرهاب، وطرد القوات الأجنبية والمرتزقة بعدما سال الدم في كل شبر من البلاد، ليبيا بدأت تخرج من عنق زجاجة الإرهاب الذي التفّ حول مدنها وقراها، فهي اليوم ممسكةً بالحلول والمعطيات التي تحبط أي محاولة لإرجاع البلاد إلى المربع الأول.
ما تم تخطيطه في الخارج، وشُرع بتنفيذه في الداخل لم يكن ليتحقق لو لم يكن هناك انقسامات ولوتم اختيار أناس أكفاء يجيدون لغة التحاور وعلى معرفة تامة بدهاليز السياسة، فليبيا كانت ضحية سوء تخطيط، ولكن اليوم تغير الوضع بعد التوافق على حكومة وحدة التي نجحت تدريجياً في مواجهة التدخلات الأجنبية المغرضة والمستهدفة لإبعاد الليبيين عن جوهر الحل الكامن في حل مشكلة الشرعية السياسية.
ليبيا لن تُختزل من أي طرف كان، أو من أي أجندات داخلية أو خارجية فهناك إرادة محلية ودولية لضبط الإيقاع الأمني في ليبيا، وإبعاد البلاد كلياً من مسار الانزلاق إلى مهاوي الشطط، وتوجّيهه عبر أطر دستورية قانونية نحو الاستحقاقات المقبلة. فتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا ضروري أيضاً لأمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
الحكومة قادرة على صناعة وإرساء آلية حكم راشدة، تتمكن بها ومن خلالها إدارة شأنهم العام على نحو سلس، بفتح الباب لترسيخ دولة المؤسسات والقانون، دولة تكافؤ الفرص والتأسيس لدولة المواطنة، حيث تنبع الحلول فقط من مصالح الشعب وليس من مصالح الدول الغربية بما يتناسق مع طموحات عموم الليبيين في التمكين من الحصول على مجتمع العيش المشترك.