الشرق اليوم– سلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء بشكل لافت على خطاب الرئيس، جو بايدن، يوم أمس الأربعاء، أمام الكونغرس والذي يأتي بالتزامن مع مرور 100 يوم على توليه زمام أمور البيت الأبيض.
وأفردت الصحف والشبكات الإعلامية الأميركية مساحات واسعة لاستعراض مضمون الخطاب الرئاسي الذي استمر قرابة 65 دقيقة، وتحليل ما ورد فيه من كافة الزوايا.
واستهل بايدن كلمته بمخاطبة هاريس وبيلوسي، قائلا “السيدة رئيسة مجلس النواب، السيدة نائبة الرئيس. لم يسبق لرئيس أن قال تلك الكلمات من هذه المنصة، لم يسبق وأن نطق رئيس بتلك الكلمات”.
وركز بايدن على “النجاحات اللوجستية” التي حققتها الولايات المتحدة في طريقها لمكافحة وباء فيروس كورونا من خلال حملة التطعيم.
وذكر بايدن أنه وعد بتوفير 100 مليون جرعة لقاح خلال الـ100 يوم الأولى ولكن إدارته وفرت أكثر من 200 مليون.
على صعيد العلاقات الخارجية، شدد الرئيس الأميركي على عدم “السعي إلى نزاع مع الصين”، إلا أنه عبر في ذات الوقت عن “الاستعداد للدفاع عن المصالح الأميركية في المجالات كافة”، كما أكد بايدن أنه لا يسعى إلى “التصعيد” مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ظل التوترات التي تشهدها العلاقات بين البلدين.
كما تطرق بايدن خلال خطابه إلى البرنامج النووي في كل من إيران وكوريا الشمالية، وركز على المخاطر التي تشكلها تلك البرامج على السلم العالمي.
ولم يحضر جميع المدعوين البالغ عددهم 1600 شخص بسبب قيود التباعد الاجتماعي التي فرضتها جائحة كورونا، إذ حضر 200 شخص جميعهم كانوا يرتدون أقنعة الوجه باستثناء الرئيس بايدن.
زوايا اقتصادية واجتماعية
وتمحورت تغطية صحيفة “وول ستريت جورنال” على القضايا الاقتصادية التي استعرضها الرئيس، وكتبت: “بايدن يدفع بأجندة اقتصادية واسعة في خطاب أمام الكونغرس”.
وقالت الصحيفة إن الرئيس بايدن أعلن أن “أميركا مستعدة للانطلاق”، حيث أشارت إلى طرح رؤية شاملة لزيادة الاستثمار الحكومي لتعزيز الاقتصاد، بما في ذلك اقتراح بقيمة 1.8 تريليون دولار للإنفاق الجديد على رعاية الأطفال والتعليم وإجازة مدفوعة الأجر.
في الاتجاه ذاته، كتبت صحيفة “نيوريورك تايمز“: “يسعى بايدن إلى إحداث تغيير في كيفية خدمة الأمة لشعبها”.
وقالت الصحيفة إن الرئيس بايدن “وضع أجندة طموحة لإعادة كتابة الميثاق الاجتماعي الأميركي من خلال توسيع الإجازات العائلية بشكل كبير، ورعاية الأطفال، والرعاية الصحية، والتعليم قبل المدرسي والجامعي لملايين الأشخاص من خلال تمويلها بزيادة الضرائب على أصحاب الدخل الأكثر ثراء”.
وأشارت إلى أن بايدن وعد بقائمة طويلة من التنمية المخصصة لحياة الأميركيين اليومية، وهي خدمات شاملة ستمول عبر زيادة الضرائب على الأشخاص والشركات ذوي الدخل المرتفع.
وقال بايدن في كلمته: “أنا لا أسعى لمعاقبة أي شخص، لكنني لن أضيف عبء ضريبي على الطبقة الوسطى في هذا البلد. إنهم يدفعون بالفعل ما يكفي”.
كذلك، سلط موقع “فويس أوف أميركا” الضوء على الإنفاق واسع النطاق على الأطفال والعائلات، وقالت إن الرئيس يقترح توسيع المساعدات الحكومية الوطنية للأطفال والأسر الأميركية.
أما شبكة “سي ان ان“، فكتبت: “يعد بايدن برفع مستوى الأميركيين المنسيين من خلال أجندته الاقتصادية الطموحة”.
وقالت الشبكة إن الرئيس بايدن “تحدث مباشرة إلى الاميركيين من الطبقة المتوسطة الذين يشعرون بأنهم مهملين ومنسيين في اقتصاد سريع التغير”.
نظرة سياسية
في المقابل، استعرضت صحف أخرى الخطاب الرئاسي الأول لبايدن من جانب سياسي.
وكتبت صحيفة “واشنطن بوست” عنوانا مفاده “بايدن يقدم أجندة شاملة ويروج للديمقراطية”.
وقالت الصحيفة إن الرئيس “استخدم (…) خطابه الأول أمام جلسة مشتركة للكونغرس للمطالبة بتوسيع كبير للخدمات الحكومية، ووجه نداء لخطط شاملة لتوفير دراسة ما قبل المدرسة بشكل مجاني، إضافة إلى صحية موسعة وإعفاءات ضريبية جديدة للعائلات”.
وتابعت الصحيفة: “في حين أنه (بايدن) جدد أيضا الدعوات إلى مجموعة من الأولويات – بما في ذلك تغييرات على نظام الهجرة وحيازة الأسلحة وإصلاح الشرطة – فقد صور على نطاق أوسع دولة تخرج بسرعة من أعماق جائحة عالمية”.
من جانبها، قالت مجلة “بوليتيكو” إن خطاب بايدن “كان هو البيان الأيديولوجي الأكثر طموحا الذي أدلى به أي رئيس ديمقراطي منذ عقود”.
وأشارت إلى أن الخطاب كان مصاغا بلغة جعلت الأمر يبدو كما لو أنه لم يكن يقدم حجة أيديولوجية على الإطلاق.
في اتجاه آخر، استعرضت صحيفة “ذا هيل” الخطاب من زاوية حديث بايدن عن اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إنه كان من الصعب تفويت أصداء تلك الأحداث المروعة في الخطاب الأول للرئيس بايدن أمام المشرعين الذين تعرضوا للهجوم أثناء جلسة لتصديقهم على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية.
وصف الرئيس بايدن أعمال الشغب في الكابيتول بأنها “اختبار لما إذا كان بإمكان ديمقراطيتنا البقاء”، ودعا الأميركيين إلى “إثبات أن الديمقراطية لا تزال فعالة”.
شبكة “فوكس نيوز” تناولت الخطاب من خلال رؤية بايدن لـ “إعادة بناء” أميركا من خلال حزمة من المقترحات.
وأشارت الشبكة إلى تعهد الرئيس بالعمل مع كل من الجمهوريين والديمقراطيين لتحقيق أجند
المصدر: الحرة