BY: Anchal Vohra
الشرق اليوم – إن الهجمات السرية الإسرائيلية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني فشلت في إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية، كما فشلت في تغيير نهج إيران في المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
بل إن الهجمات الإسرائيلية كانت لها نتائج عكسية، حيث عززت عزم طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم وزيادة نسبة التخصيب بما يقربها من الحصول على سلاح نووي. فالهجوم الإسرائيلي الأخير الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية الإيرانية لم يؤد إلى انسحاب إيران أو الولايات المتحدة من المفاوضات التي عقدت في فيينا، واستخدمته إيران ذريعة
لزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم من 20% إلى 60% مما أدى إلى تقصير الوقت اللازم لبناء قنبلة نووية.
ويقول علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية (International Crisis Group)، إن الهجمات الإسرائيلية السرية لم تؤد إلى تقليص الأنشطة النووية الإيرانية، وإنما أدت إلى تأخيرها فحسب.
وأضاف فايز، أن استمرار تلك الهجمات من شأنه تعزيز موقف المتشددين الإيرانيين الذين يضغطون من أجل إنتاج سلاح نووي، وإن أعمال التخريب والعقوبات أدت فقط إلى النمو المطرد لبرنامج إيران النووي، وإن الجهود الدبلوماسية هي الحل الكفيل بالتراجع عنه.
في حين ترى سنام وكيل، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد “تشاتام هاوس” (Chatham House) بالمملكة المتحدة، أن إستراتيجية إسرائيل الاستباقية تهدف للضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتعاطي مع أنشطة إيران الإقليمية.
وقالت إن إدارة بايدن لا تسعى في الوقت الراهن إلى تعديل الاتفاق النووي مع إيران، وإنما تسعى إلى إعادة طهران للاتفاق ووقف التقدم في برنامجها النووي، كما استبعدت أن تسعى الولايات المتحدة للحصول على المزيد من التنازلات من الجانب الإيراني التي قد تهدئ المخاوف الإسرائيلية.
يمكننا القول إن الهجمات التخريبية الإسرائيلية والعقوبات الاقتصادية طويلة الأمد التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران كان لها تأثير مؤقت تمثل في إضعاف موقف إيران التفاوضي حول مستقبل برنامجها النووي، لكن السؤال الإستراتيجي المهم هو ما إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة ستفهمان أن أيا من الأمرين لا يقدم حلاً طويل المدى للأزمة مع إيران.
ترجمة: الجزيرة