الشرق اليوم– من المرجح أن يؤدي التقدم المستمر في المحادثات النووية الإيرانية في فيينا إلى إحباط أي تصعيد كبير أو حرب بين إسرائيل وإيران، إذا رأت الأولى أن محاولة تقويض أي اتفاق سيكلفها الكثير من العلاقات مع واشنطن، حسبما جاء في مقال بمجلة فورين أفيرز.
لكن الحوادث التي قد تؤدي إلى انفجار كبير بين الدولتين تقع الآن بطريقة مخيفة.
تقول المجلة: “كان انفجار 11 أبريل في منشأة نطنز النووية -الذي تُتهم إسرائيل بتنفيذه – ضربة دراماتيكية في حرب الظل حول برنامج إيران النووي”.
وردا على الهجوم، عززت إيران قدرتها على التخصيب. وسقط صاروخ سوري بالقرب من مفاعل ديمونا في إسرائيل في 22 أبريل، ثم ردت إسرائيل على موقع الإطلاق في سوريا.
وترى فورين أفيرز أن مثل هذه السلسلة من الأحداث قد تؤدي، حتى عن غير قصد، لتصعيد كبير وبداية صراع.
وقالت: “عاجلا أم آجلا، من المحتمل أن تستخدم إسرائيل القوة العسكرية لمحاولة منع إيران من التسلح باليورانيوم المخصب”.
وفي المقابل “أعربت إدارة الرئيس جو بايدن، المنشغلة بسياسات محلية، عن نيتها في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، لكن يبدو أنها ليست في عجلة من أمرها للقيام بذلك”.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض العقوبات على إيران خلال فترة رئاسة دونالد ترامب. وترد إيران على ذلك منذ عام 2019 بانتهاك العديد من القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية.
وتعتقد المجلة أنه بدون الدبلوماسية الأميركية المكثفة المصممة لكبح كل من إسرائيل وإيران، يمكن للإدارة أن تجد نفسها بسهولة منجذبة إلى صراع لا تريده ولا تحتاجه ويقوض أولوياتها الحقيقية في الداخل.
وفي إحاطة للكونغرس في 14 أبريل، حددت مديرة المخابرات الوطنية أفريل هينز إيران كواحدة من أكبر أربعة تهديدات تواجه الولايات المتحدة.
وقالت: “نتوقع أن تخاطر إيران بما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وتهديد مصالح الولايات المتحدة والحلفاء العام المقبل”.
وينبع هذا التقييم جزئيا من الإحباطات المتزايدة لإيران في الداخل والخارج، حسبما ترى المجلة التي أشارت إلى تدمير العقوبات للاقتصاد الإيراني، وحالات الإصابة بمرض كوفيد-19 الآخذة في الارتفاع؛ ورفضها التعامل مباشرة مع واشنطن، مما جعل تخفيف العقوبات بعيد المنال في الوقت الحالي.
وتضيف المجلة، قائلة: “حتى الآن، تتجنب طهران المخاطرة في الرد على الضربات الأميركية والإسرائيلية، بما في ذلك اغتيال عالم إيراني كبير وتخريب المواقع النووية الإيرانية. لكن هذا الموقف يمكن أن يتغير”.
وأوضحت أن قرار إيران البدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة هو دليل واضح على قدرتها على الوصول إلى 90 في المئة، وبالتالي تصنيع أسلحة نووية، بسرعة نسبية.
أما من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن التصعيد مع إيران قد يكون جذابا لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لأنه يواجه مشاكل داخلية، بما في ذلك تهم الفساد وأزمة سياسية.
وللتعامل مع ذلك، تقول المجلة إنه لا توجد خيارات سهلة متاحة للولايات المتحدة لصرف نتانياهو عن مسار التصعيد الذي يسلكه.
وأضافت “نتانياهو يعتقد أنه يعرف كيف يتعامل مع واشنطن. لديه دعم كبير داخل الحزب الجمهوري وبين العديد من الديمقراطيين. وقد حسب أيضا أن إدارة بايدن لن ترغب في أن تعرض أجندتها التشريعية المحلية للخطر من خلال الانخراط في نزاع مع إسرائيل”.
وتعتقد المجلة أن “السياسة الأميركية الوحيدة التي قد تردع نتانياهو عن الطريق المؤدي إلى الحرب ستكون الرفض الصارم والدبلوماسية القوية”.
وأوضحت، قائلة: “سيتعين على واشنطن أن تجعل نتانياهو يفهم أن المزيد من التصعيد مع إيران من شأنه أن يضر بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية، وأن الإدارة لن تتراجع في مواجهة الضغوط السياسية الداخلية”.
وفي الوقت نفسه، ستحتاج الإدارة إلى الضغط على الموقعين الآخرين على الاتفاق النووي لإخبار إيران بعبارات لا لبس فيها أن أفعالها استفزازية، وأن بعض مواقفها في محادثات فيينا غير معقولة، وأن الوقت ينفد للعودة إلى الامتثال الكامل.
وأشارت إلى أن الموقف الحازم مع إسرائيل والدبلوماسية الصارمة بشأن الاتفاق النووي للولايات المتحدة قد يؤدي إلى تجنب الانزلاق نحو التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران.
نقلاً عن الحرة