الشرق اليوم – قالت صحيفة الفاينانشال تايمز في افتتاحيتها، إن الشعب الهندي يعاني بسبب الموجة الثانية من “كوفيد – 19″، فهي “مأساة إنسانية على نطاق واسع”، بل بمثابة “تحذير للعالم”.
وأضافت الصحيفة أنه مع ورود تقارير عن وفاة أشخاص في الشوارع خارج المستشفيات التي تعاني من نقص في الأكسجين، ربما تشبه الهند اليوم إلى حد كبير، أسوأ السيناريوهات التي تم رسمها عندما حددت ماهية الفيروس قبل 16 شهراً.
وأشارت إلى أن الأمر بمثابة تحذير لدول العالم التي تعتقد أنها نجحت في هزيمة الفيروس عندما يتباطأ عدد الحالات لديها.
واعتبرت الصحيفة أن إعلان حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بزعامة ناريندرا مودي، فوزه بالمعركة ضد الفيروس في فبراير / شباط، كان سابقاً لأوانه. حيث سمح باستئناف التجمعات بسرعة كبيرة، بما في ذلك التجمعات الانتخابية لانتخابات الولاية ومهرجان كومبه ميلا الهندوسي على نهر الغانج الذي يعتقد أنه ساعد على انتشار الفيروس على نطاق واسع.
وأوضحت الصحيفة أن الارتفاع الأخير في عدد الإصابات أثبت أن الآمال في أن الهند تقترب من تحقيق مناعة القطيع كانت مضللة.
وأضافت أنه بينما نجحت الصين في احتواء تفشي الفيروس في بداياته، فإنّ تجربة الهند تعزز تجربة العديد من الدول الأخرى: من دون التلقيح الجماعي، يمكن للفيروس أن يعود بسرعة حتى لو كان بدا أنه بدأ يتلاشى.
وتابعت الصحيفة أنّ الخطر بالنسبة لبقية العالم، هو أنه كلما زاد حجم العدوى على مستوى العالم، زاد خطر حدوث طفرات تجعل الفيروس أكثر انتشارا ومقاومة للقاحات.
مشيرة إلى العثور على سلالة مثيرة للقلق في العديد من البلدان، بعدما ظهرت لأول مرة في الهند. وقالت إن ذلك يجعل تقديم المساعدة للآخرين “ليس مجرد واجب أخلاقي، بل مسألة مصلحة شخصية أيضاً”.
وتعهدت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بتقديم إمدادات طارئة للهند، بما في ذلك الأكسجين وأجهزة التنفس الاصطناعي. ورضخت الولايات المتحدة يوم الأحد متأخرة للضغوط لتخفيف ضوابط التصدير وتزويد الهند بالمواد الخام للقاحات.
وقالت الفاينانشال تايمز، إن ذلك سيساعد الهند على البدء في زيادة مستوى التلقيح. لكن البلد الذي يضم أكبر مصنع للقاحات في العالم – معهد سيروم – “متأخر كثيراً عما كان المنتظر، حيث حصل أقل من 10 في المئة من المواطنين على الجرعة الأولى”.
وأضافت أنّ مودي تأخر كثيراً في التسجيل للحصول على لقاحات، وطلب 11 مليون جرعة لقاح للعاملين في القطاعات الطبية والحيوية في يناير / كانون الثاني الماضي. وبدلاً من ذلك، استمر في أوامر التصدير، متفاخراً بأن اللقاحات الهندية الصنع – بما في ذلك لقاح أسترازينيكا المرخص له بمعهد سيروم ومنتج آخر مطور محلياً تحت اسم كوفاكسين – من شأنه أن ينقذ الآخرين.
وأوقفت السلطات الهندية في وقت لاحق، بعض الصادرات الكبيرة للقاحات من معهد سيروم، التي سيكون لها آثار غير مباشرة على الإمدادات إلى البلدان الأخرى.
كما سمحت الحكومة الأسبوع الماضي، باستيراد اللقاحات المعتمدة من قبل جهات تنظيمية موثوقة في أماكن أخرى، متخلية عن الإصرار على إجراء تجارب هندية وأتاحت الأموال لتعزيز الإنتاج المحلي.
وقالت الصحيفة إن اللقاحات، لا تزال في أحسن الأحوال، حلاً طويل الأمد. واعتبرت أنّ السيطرة على معدلات الإصابات تتطلب من حزب بهاراتيا جاناتا التصرف بسرعة.
واعتبرت الفاينانشال تايمز أنه “مثل السياسيين الشعبويين في أي مكان آخر، سيكون مودي متردداً في اتخاذ إجراءات قد تشير ضمناً إلى أخطاء ارتكبتها حكومته السابقة وأدت إلى تفشي الفيروس اليوم”.
وحذرت من أن هذا النهج قد يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات في البلاد.
ترجمة: BBC
الوسومالهند كورونا مقالات رأي
شاهد أيضاً
مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟
العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …