BY: Michelle Goldberg
الشرق اليوم – في يوليو الماضي، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، وعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنه لن يسمح لقوانين الملكية الفكرية بأن تقف في طريق الوصول العالمي إلى لقاحات فيروس كورونا.
ولكن بعد وصوله إلى البيت الأبيض، فإن الأمر قد تغير، حيث تعارض مجموعة من الدول الغنية، بما في ذلك الولايات المتحدة، الموافقة على مطالب عشرات الدول النامية بالإعفاء من قواعد منظمة التجارة العالمية، التي تحكم الملكية الفكرية للقاحات، والتي ستقضى بدورها على الوباء، وهناك اعتقاد سائد بأنه إذا غيرت أمريكا موقفها، فستتبعها بقية الدول أخرى، ولذا فإن الكثير من دول العالم تنتظر ما سيفعله بايدن.
وهناك إجماع كبير على ضرورة التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات، حيث طالب العشرات من الحائزين على جائزة نوبل، والزعماء السابقين لبريطانيا، وكندا، وكوستاريكا، وفرنسا، وملاوي، ونيوزيلندا، والعديد من الدول الأخرى بالأمر، كما طلب عشرة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين من بايدن الموافقة على طلب الهند وجنوب إفريقيا التنازل، وتعمل النائبة جان شاكوسكي على جمع توقيعات من أعضاء مجلس النواب على خطاب سيتم تسليمه للرئيس، وحتى الآن قام حوالي 100 شخص بالتوقيع.
وقد انضمت معظم المنظمات غير الحكومية المعنية بالصحة وحقوق الإنسان إلى حملة التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات هذه، بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود، وشركاء في الصحة، وهيومان رايتس ووتش، ومنظمة أوكسفام الدولية.
وتقول آسيا راسل، المديرة التنفيذية لـ«مشروع هيلث جلوبال أكسيس»، وهي منظمة دولية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن إدارة بايدن فشلت في دعم التنازل، وذلك على الأقل حتى الآن، وهو أول الوعود التي تخلف عنها.
ولكن الملكية الفكرية هي ليست العائق الأهم أمام توسيع الوصول إلى اللقاح، فالمشكلة الأكبر هي المعرفة التقنية، حيث إن إعطاء البلدان تركيبة اللقاحات لن يكون كافيًا إذا لم تكن هناك قوة عاملة مُدرَّبة على كيفية تصنيعها.
وصحيح أن تنازل منظمة التجارة العالمية عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات لا يكفي لحل النقص في التوزيع، إلا أنه سيكون بداية جيدة، حيث يعتقد العديد من شخصيات الصحة العامة، الأكثر إنجازًا في العالم، أن التنازل هو الخطوة الأولى في السماح ببدء هذه العملية.
وكل يوم يضيع دون أن نضع فيه سياسات للمضى قدمًا في هذا الأمر، هو يوم ضائع لإنقاذ المزيد من الأرواح، وبالتالي موت المزيد من الناس، ونظرًا لأنه لا يمكننا تغيير هذا الوضع بين عشية وضحاها، فإننا سنكون بحاجة إلى ستة أشهر، أو سنة، حتى نتمكن من توصيل اللقاح للجميع، فصحيح أن الأمر لن يستمر إلى الأبد، لكن كلما قلنا إن الأمر سيستغرق وقتًا أطول، فسيستغرق وقتًا طويلاً جدًا بالفعل.
وفي الوقت الحالى، فإن عملية التطعيم تؤدى لتحرير واسع النطاق للعديد من الأمريكيين بعد عام من الرعب والعزلة، وذلك حتى مع الموجات الجديدة من الوباء التى تدمر دولًا، مثل الهند والبرازيل، وتقول البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل إن التغيير المؤقت لقواعد التجارة العالمية سيساعدها في تأمين نفسها من الوباء، فهل تريد إدارة بايدن الوقوف ضد هذه الدول؟
ويمكننا المجادلة بأن أمريكا بحاجة إلى المساعدة في تطعيم العالم لوقف تطور المتغيرات الجديدة، أو لإعادة تأكيد القيادة العالمية في وقت انخرطت فيه روسيا والصين في دبلوماسية لقاحات أكثر فاعلية، لكن السبب الحقيقي لفعل كل ما هو ممكن لمساعدة البلدان في الحصول على اللقاحات التى تحتاجها لمكافحة هذا الوباء هو السبب الذي أوضحه بايدن العام الماضى، حينما قال: «هذا هو الشيء الأكثر إنسانية في العالم»، ولذا فإنه يجب عليه أن يفعل ما وعد به.
ترجمة: المصري اليوم