بقلم: عمرو الشوبكي – المصري اليوم
الشرق اليوم – انتهت أمس الأول القمة الافتراضية التي دعا إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن حول التغير المناخي، وشارك فيها حوالي 40 من قادة دول العالم (المسؤولون عن 80% عن الانبعاثات الكربونية)، وفتحت الباب أمام تحول كبير في السياسات المناخية في حال التزمت الدول المشاركة بوعودها.
والمؤكد أن الدول الصناعية الكبرى هي المصدر الرئيسي للانبعاث الحراري وفى زيادة درجة حرارة الأرض (أكثر من درجة ونصف) وهو الأمر الذي في حال استمراره سيدخل العالم في كارثة بيئية حقيقية ستؤثر بشكل مباشر على الحياة في كوكب الأرض.
وكان الرئيس بايدن قد عاد لاتفاق باريس للمناخ بعد انسحاب ترامب منه واعتبره أولوية قصوى، ومع ذلك لم تخل هذه العودة من تعليق صيني لاذع، إذ شبهت الخارجية الصينية عودة واشنطن إلى اتفاق باريس «بعودة طالب سيئ إلى المدرسة بعد تغيبه عن الدروس».
ورغم هذه التصريحات، ورغم الخلاف الصيني الروسي مع الولايات المتحدة، إلا أنهما شاركتا في المؤتمر بفاعلية وأعلنت الصين، الملوث الأول للأرض، عن رغبتها فى التعاون مع أمريكا ثاني أكبر الملوثين لكوكبنا، ووضع خلافاتهما الكثيرة جانبا، من أجل الصالح العام.
والحقيقة أن الحملة التي قامت بها الجماعات المدافعة عن البيئة ودعمها فيها تقريبا كل العلماء الذين يعملون فى هذا المجال، دفعت بالدول الكبرى إلى أخذ مواقف أكثر جدية من موضوع الانبعاث الحراري. فقد أعلن الرئيس الأمريكي عن التزام بلاده بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 50 و52% بحلول عام 2030، وهو ما يمثل ضعف التزام واشنطن السابق تقريبا بتخفيض 26% إلى 28% من الانبعاثات.
أما الصين فقد أعلن رئيسها أن بلاده ستبدأ فى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل 2030، لتحقيق «الحياد الكربوني»- أي المساواة بين حجم الغازات التي تنبعث والتي يتم امتصاصها بحلول عام 2060- وهو يعتبر فى حال حدوثه انتصارا كبيرا للبشرية ولمستقبل كوكب الأرض.
أما الرئيس الروسي فقد وعد أن تخفض بلاده الحجم التراكمي لغازات الاحتباس الحراري إلى أقل من انبعاثات الاتحاد الأوروبي في الأعوام الثلاثين المقبلة.
وتوصل الاتحاد الأوروبي، في اللحظة الأخيرة، إلى اتفاق على خفض «ما لا يقل عن 55%» من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 مقارنة بما كانت عليه في 1990.
يقينا قمة بايدن الافتراضية تمثل عودة للأداء الطبيعي لرئيس أي دولة عظمى في العالم، وهو ما غاب طوال سنوات ترامب، فلم يفهم الكثيرون ما علاقة سياسات ترامب اليمينية والمحافظة بالانسحاب من مؤتمر باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية ومن دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين ومن العشوائية وكراهية العلم في التعامل مع فيروس كورونا وهي كلها جوانب لا علاقة لها بتوجهاته السياسية وكانت في النهاية أحد أسباب خسارته الانتخابات الرئاسية.