الرئيسية / مقالات رأي / العالم أمام تحدي المناخ

العالم أمام تحدي المناخ

كلمة صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – في القمة العالمية التي دعا إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، يومي أمس وأمس الأول، بحضور 40 زعيماً عالمياً، قيل كلام كثير حول المناخ والسعي إلى خفض انبعاثات الكربون إلى النصف على الأقل بحلول عام 2030، من أجل حماية الكرة الأرضية التي باتت مهددة بالاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى كوارث طبيعية لم تعد للبشرية طاقة لتحمل تبعاتها الكارثية، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجبال الجليدية التي ينجم عنها ارتفاع سطح البحر، ما يهدد بغرق كثير من الجزر، إضافة إلى العواصف والفيضانات المدمرة.

فيما كان زعماء العالم، خصوصاً زعماء الدول الصناعية المسؤولة عن ارتفاع الحرارة يدلون بدلوهم، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى التحرك بسرعة قبل فوات الأوان، ليكون 2021 عام التحرك «لمواجهة التغير المناخي» الذي باتت عواقبه مكلفة جداً على سكان العالم. 

وتزامناً مع هذه القمة و«يوم الأرض»، أكد تقرير للأمم المتحدة أن العام الماضي كان من أشد ثلاثة أعوام حرارة في التاريخ، بما شهده من حرائق غابات وفيضانات وموجات جفاف وذوبان أنهار جليدية، ما دفع جوتيريس إلى التحذير من «أن العالم يقف على شفا الهاوية».

أمام هذا الواقع المناخي الخطر لا يحتاج العالم في الواقع إلى كلام كثير؛ بل يحتاج إلى فعل أكثر، وإلى التقيد بالالتزامات التي تعِد دول العالم بتحقيقها بدءاً من بروتوكول «كيوتو» عام 1997، ثم قمة مونتريال عام 2005، فمؤتمر بالي في إندونيسيا 2007 الذي وضع ما يعرف بـ«خريطة بالي» للقضايا طويلة الأجل، إضافة إلى مقررات قمة باريس 2015 ومؤتمر بولندا 2018.

الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعاد بلاده إلى اتفاقية المناخ التي سلفه دونالد ترامب انسحب منها، يحاول أن يعيد بلاده إلى الخطوط الأمامية في مكافحة الاحتباس الحراري، فقد حذّر من عواقب «عدم التحرك» في قضية المناخ، داعياً الدول التي تشكل أبرز مصدر للانبعاثات الكربونية إلى الحد منها، وتعهد بأن الولايات المتحدة ستقلل الانبعاثات الكربونية.

الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يشارك في القمة، تعهد بالالتزام باتفاق باريس للمناخ وقرارات الأمم المتحدة، داعياً إلى احترام الطبيعة و«حمايتها بكل قوة»، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخاذ إجراءات لتخفيض انبعاثات الكربون، ومضاعفة الجهود الدولية لمعالجة تغير المناخ، كما تعهد بقية الزعماء بتخفيض انبعاثات الكربون والالتزام بالتوجه نحو الطاقة النظيفة.

في مثل كل القمم والمؤتمرات العالمية نسمع كلاماً جميلاً حول الالتزام بمقررات تهمّ العالم، مثل المناخ والصحة والفقر والجوع والحروب والإرهاب، الأجمل أن نرى من جانب الأطراف المتسببة في الأزمة الفعل على الأرض، وتحمل المسؤولية، وصدق الرغبة في المشاركة الفعلية في مواجهة هذه التحديات.

إن ما يواجهه العالم من تحديات ومخاطر وجودية مثل وباء «كورونا» والمناخ والإرهاب، يفرض على الدول الكبرى أن تضع خلافاتها السياسية جانباً، وتبدأ في سلوك نهج جديد يقوم على الشراكة والتعاون في مواجهة هذه المخاطر.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …