جو بايدن وآراؤه حول العلاقات مع إيران
الرئيسية / مقالات رأي / عقيدة بايدن والنووي الإيراني

عقيدة بايدن والنووي الإيراني

بقلم: فارس الحباشنة – صحيفة “الدستور” الأردنية


الشرق اليوم – إيران رفعت نسبة التخصيب لـ60 %، وجاء الإعلان الإيراني عن نسبة التخصيب بعد الضربة الأمنية التكتيكية الإسرائيلية التي تعرض لها مفاعل نطنز النووي قبل حوالي أسبوعين.
وعلى وصف الكاتب المصري الكبير الراحل محمد حسنين هيكل بأن إيران ستمضي على سرعة دبيب النمل في مشروعها النووي. إيران الدولة الرابحة من كل صراعات وحروب وأزمات الإقليم. لربما هذه الحقيقة السياسية يرفض كثيرون الاعتراف بها من خصومها الايديولوجيين والتاريخيين.
الدبلوماسية الإيرانية في جل أزمات وصراعات وحروب الإقليم التي تشتبك بها طهران بشكل مباشر وغير مباشر تعددت أوصافها من خشنة الى ناعمة ومراوغة ومهادنة وعنيفة، ودبلوماسية مباشرة ودبلوماسية اذراع ووكلات.
و تركزت الدبلوماسية الايرانية باستثمار وتوظيف كل مفارقات وتقاطعات علاقتها الاقليمية والدولية الناعمة والخشنة والودية والصاخبة خدمة للمشروع النووي. دبلوماسية النووي هو الوصف الفاصل للسياسة الإيرانية.
النووي الإيراني الملف العقدة في علاقة طهران مع الغرب. وكما يبدو فإن الدول الكبرى: أمريكا ودول أوروبا من تدعو الطرف الإيراني إلى العودة لطاولة المفاوضات في فيينا. وكما أن طهران اشترطت مسبقا بأن تذهب إلى طاولة المفاوضات بعد إعلانها عن معدلات التخصيب النووي وإنتاج اليورانيوم، والتفاوض من نقطة الصفر على نسبة 60%.
واشنطن منزعجة من تصعيد تل أبيب ضد إيران، والعمليات العسكرية والأمنية في طهران وبواخر وزوارق البحر الأحمر. ومنزعجة أكثر من جوء الصراع ومناخ الحرب التي تسخن إسرائيل المنطقة صوبها، وذلك في البحث عن الاعداء العقائدين التقليدين لإيران، وصناعة محور سني عربي – إسرائيلي.
لربما أن الادارة الأمريكية الجديدة، أقل ثقة في التهور الإسرائيلي، ومعينة مباشرة في فرلمة أي تصعيد إسرائيلي ضد إيران. وتبعا للنيات المسبقة فإن بادين ينظر إلى إيران الجديدة بعد العودة إلى فيينا ومفاوضات المشروع الإيراني من زوايا جيوسياسية بعيدة وخارجة عن السياق الإقليمي الشرق أوسطي والخليجي.
لربما أن المشروع النووي الايراني قد حسم أمره، وإن كان مارثون جولات المفاوضات قد يطول، على اختلاف الادوات وأوراق الضغط.. ولكن يبدو أن الرعاة الكبار لمفاوضات فيينا، وتحديدا واشنطن وأوروبيين لا يختلفون على مسألة إمكانية امتلاك إيران للنووي، والمضي في مشروعها.
ولربما أن الخطوة التالية لمفاوضات فيينا إنهاء ورفع العقوبات الاقتصادية عن طهران. وقدمت الدبلوماسية الإيرانية على طاولة فيينا والرعاة الكبار.. اتفاقية التعاون الاقتصادي مع الصين والتي شملت اتفاقية لمدة 25 عاما يتضمن تعاون اقتصادي في كافة المجالات ولمشاريع قيمتها 400 مليار دولار من استثمارات صينية في إيران في صناعة النفط وشبكة الطرق والسكك الحديدية والمطارات وقطاع التكنولوجيا.
إيران الدولة المركز، ونقطة تمركزها الجيوسياسية تفيض في جوارها الروسي والتركي والعربي والخليجي، وإطلالتها من بعيد على جبال التبت الصينية والهند.
ما بين العودة إلى مفاوضات فيينا وعقيدة بادين، وتطورات الملف النووي الإيراني. فإن واشنطن في خطوتها الحثيثة نحو إحياء المفاوضات النووية تعتبر إيران مفتاح لسياسات الإدارة الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، وترمى لما هو أبعد في انتقال الصراع الأممي والدولي الجديد من حلبات الشرق الأوسط والخليج العربي إلى الشرق الآسيوي، وما بين أمريكا والصين وأمريكا وروسيا.
فهل سيدفن بادين في عقيدته الجديدة إيران القديمة العدو اللدود لأمريكا؟ وما بقى من أطلال لصراع دافئ وبارد بين واشنطن وطهران، ويبرز على السطح ما وراء الاكمة والكواليس، وتنتهي دبلوماسية الشيطنة والمناكفات، وقد نرى سفيرا لواشنطن في طهران والعكس، وانتصار ختامي حتمي لسياسة البراغماتية الايرانية رغم كل الخلفيات والواجهات الأيدولوجية؟

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …