بقلم: رشيد حسن – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – حقائق ومعطيات مهمة فرضت نفسها.. أو بالأحرى أفرزها المشهد الانتخابي الفلسطيني.. وقد اكتمل.. من أهمها:
أولا: أن القوائم الـ «136» المرشحة لفوز الانتخابات تمثل تقريبا كافة التنظيمات والفصائل والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني – ما عدا الجهاد الإسلامي- على الساحة الفلسطينية، وتضم الوجوه والقيادات الفاعلة على الساحة الفلسطينية، والتي من المتوقع أن تفوز وتحكم وتقود المسيرة ثانية، خلال السنوات القادمة..
نفس التنظيمات….نفس الوجوه.. نفس الأفكار.. نفس النهج.. «وكأنا يا بدر لا رحنا ولا اجينا».. كما يقول المثل الشعبي..!!
ومن هنا.. فالتغير الذي يطالب به شعبنا.. ويلح عليه.. بعد فشل استراتيجية القيادة.. وخطها السياسي القائم فقط على التفاوض فقط.. لن يتغير.. في حين من المفروض أن تؤسس نتائج هذه الانتخابات إلى مرحلة جديد عنوانها دفن أوسلو.. وتمزيق الاعتراف المذل بدولة العدو، وتمزيق ورقة التنسيق المهين مع جنرالات الاحتلال.. وإنهاء الانقسام.. والعودة إلى الخندق الفلسطيني الواحد، بما يعيد للوحدة الفلسطينية ألقها، وقدسيتها.. ويعيد للقضية مكانتها على الأجندة العربية والدولية… ويلجم العدوان الصهيوني.. ويسقط مؤامرة تهويد القدس بعد أن يمزق ورقة السماسرة… وينفذ حكم الشعب فيهم باعدامهم، وعدم الصلاة عليهم ودفنهم في مقابر المسلمين.
ثانيا: إن ما تشهده الساحة الفلسطينية هو تنافس حاد بين القوائم الانتخابية… وهو تنافس مشروع.. يبلغ ذروته بين قوائم فتح الثلاث.. وبين قائمة فتح الرئيسة وقائمة حماس.. فيما أغلبية المراقبين يعتقدون في هذا الصدد، أن ساحة غزة هي بيضة القبان، فمن يفوز بغزة يفوز في الانتخابات، ومن يخسر غزة يخسر الانتخابات..
ويجمعون بأن النتائج المتوقعة،لاستكون قريبة من نتائج الانتخابات الإسرائيلية.. فمن الصعب –كما يرون- أن تفوز فتح وحماس بالاغلبية.. وقد نشهد فشل قوائم كاملة في الحصول على مرشح واحد.. وفوز مرشحين وقوائم غير متوقعة.. شأن كل الانتخابات..انها المفاجئات. كما يحدث في كل بلاد العالم..
ومن هنا فالحكومة القادمة ستكون ائتلافا بين من حصل على أصوات أكثر، وقد تشكلها فتح أو حماس.. وتضم كل منهما قوائم أخرى أقرب إلى خطها ونهجها..
ندعو شعبنا وهو يستعد لخوض هذه التجربة المهمة جدا، أن يختار من يمثله حقيقة.. من يحمل المشروع الوطني التحرري الفلسطيني.. من يرفض «أوسلو» قولا وعملا، ومن يرفض مهادنة المطبعين والمتاسرلين.
ندعو شعبنا أن يختار من يصر على أن فلسطين عربية من البحر إلى النهر. وانها حصرا ملك للشعب العربي الفلسطيني.. ولا يقبل أن يشاركه فيها أحد، فهي غير قابلة للقسمة على اثنين… ويصر على السير على درب الجلجلة على درب ابوجهاد وغسان كنفاني.. وللحديث بقية.