بقلم: رندة تقي الدين – صحيفة نداء الوطن
الشرق اليوم- تعتزم دول أوروبية على دراسة وإعداد مقترحات قد تسفر عن تجميد أصول وفرض حظر سفر على ساسة لبنانيين لدفعهم للاتفاق على حكومة لإنقاذ بلادهم من انهيار اقتصادي.
وقادت فرنسا الجهود لمساعدة لبنان، لكنها أخفقت في دفع الفرق السياسية على الاتفاق على حكومة، ناهيك عن الشروع في إصلاحات قد تسمح بتدفق مساعدات أجنبية.
وفي هذا السياق، تنقل كاتبة المقال عن مصدر أوروبي مطلع على جدول أعمال مجلس الوزراء الأوروبي بعد غد الاثنين في بروكسل، قوله: إنّ الاتحاد الاوروبي سيطلق العمل “لإنشاء الإطار المناسب للعقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين يعطلون تشكيل الحكومة”.
وأوضح أن “ليس هناك لائحة أسماء ولا تحديد للعقوبات بعد”.
وعن نوعية العقوبات، قال المسؤول إنها تتصل بـ”تجميد الأرصدة ومنع السفر”، لكنه استدرك بالقول: “ما زال العمل في بداياته إذ ليس هناك لائحة معينة ولا نوعية محددة للعقوبات الأوروبية على المسؤولين اللبنانيين، والأمر اليوم هو كناية فقط عن انطلاق العمل على وضع نظام قانوني للعقوبات على شخصيات لبنانية، من خلال نصوص تشريعية تمكّن لاحقاً من تحديد الأسماء بموجبها”.
وأوضح أنّ المجموعة الأوروبية التي تهتم بنظام العقوبات تسمى “بروليكس” ويوم الاثنين سيتم الاعلان عن بداية العمل على نظام عقوبات خاص بلبنان، ومن الصعب التكهن مسبقاً بمواقف الدول الأعضاء.
وفي 8 أبريل الفائت، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان لنواب البرلمان “يجري إعداد مقترحات ملموسة ضد نفس الأشخاص الذين تخلوا عن الصالح العام من أجل مصالحهم الشخصية”.
وتابع قائلا: “إن لم يضطلع الساسة بمسؤولياتهم، فلن نتردد في الاضطلاع بمسؤولياتنا”.
وقال دبلوماسيان لـ”رويترز”: إن فريق لو دريان يدرس كيف يمكن للاتحاد الأوروبي إعداد عقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول.
وقال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي في بروكسل للوكالة أيضا: إن الوزير طلب أيضا من مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 22 مارس العمل على إعداد ورقة خيارات.
قال الدبلوماسي: “إن الفرنسيين يسعون لإشراك الأوروبيين في القضية اللبنانية. هذا أمر لا يمكنهم إنجازه بمفردهم أو، على الأقل، جهودهم الفردية لم تنجح حتى الآن”.
وتحظى فكرة العقوبات على بعض الدعم في لبنان حيث يزداد غضب المواطنين في ظل انهيار مستوى المعيشة في الوقت الذي يتناحر فيه الزعماء.
وقال وزير الثقافة السابق غسان سلامة، بعدما شارك في التوقيع على عامود مع مئة شخصية من المجتمع المدني اللبناني بصحيفة لو موند الفرنسية لحث فرنسا على تجميد الأصول “سيكون لعقوبات الاتحاد الأوروبي ثقل عملي وخطير على الساسة اللبنانيين لأنهم يتواجدون في أوروبا كثيرا”.